Contact

mail@gemini-theme.com
+ 001 0231 123 32

Follow

Info

All demo content is for sample purposes only, intended to represent a live site. Please use the RocketLauncher to install an equivalent of the demo, all images will be replaced with sample images.

السنة الطقسية

  • 0 السنة الطقسية
  • 00 بدء السنة الطقسية
  • 01 زمن الميلاد المجيد
  • 02 زمن الدنح
  • 03 اسابيع التذكارات
  • 04 زمن الصوم
  • 05 اسبوع الآلام
  • 06 زمن القيامة
  • 07 زمن العنصرة
  • 08 زمن الصليب
  • 09 أعياد مختلفة

·         تتألّف السنة الليتورجيّة المارونيّة من سبعة أزمنة تساعد جماعة المؤمنين على عيش سرّ يسوع المسيح في حياتهم الكنسيّة.  هي أزمنة سبعة تعيد ليتورجيّاً حياة السيّد المسيج وعمله، موته وقيامته وصعوده الى السماء واستمراره في حياة الكنيسة من خلال عمل الروح القدس.

تبتدئ السنة الطقسية المارونيّة بالأحد الأوّل من تشرين الثاني، أحد تجديد البيعة.
السنة الطقسية ليست تكراراً روتينياً للمناسبات والأعياد بل هي حركة لولبية تصاعدية. أي كل سنة تعيش الكنيسة ويعيش المؤمن اختبار أكثر عمقاً و أكثر إيماناً و أكثر ارتقاءً بمشروع المسيح حتى الوصول الى ملء قامته.

·         السنة هي دعوة كي يتقدس الزمن لأن سيد الزمن هو القدوس الله: الآب و الابن و الروح القدس

·         تنقسم السنة الطقسيّة الى سبعة أزمنة:

زمن الميلاد -زمن الدنح -زمن الصوم -زمن الآلام -زمن القيامة -زمن العنصرة -زمن الصليب 

 

Read More
 بدء السنة الطقسية  
متّى 16: 13 - 20  عب 9: 1 -12  أحد تقديس البيعة 
يو 10: 22 - 42  عب 9: 11 - 15  أحد تجديد البيعة 

 

Read More

زمن الميلاد المجيد

لو 1: 1 - 25

روما 4: 13 - 25

أحد بشارة زكريّا

لو 1: 26 - 38

غل 3: 15 - 22

أحد بشارة العذراء

  لو 1: 39 - 45

  أف 1: 1 - 14

أحد زيارة العذراء لإليصابات

  لو 1: 57 - 66

  غل 4: 21 - 5: 1

أحد مولد يوحنّا المعمدان

  متّى 1: 18 - 25

  أف 3: 1 - 13

أحد البيان ليوسف

  متّى 1: 1 - 17

  روما 1: 1 - 12

أحد النّسبة

  لو 2: 1 - 29

  عب 1: 1 - 12

عيد الميلاد المجيد

  متّى 2: 1 - 12

  رؤ 21: 9 -10، 21 - 27

الاحد الأول بعد الميلاد

  لو 2: 41 - 52

  عب 7: 11 -19

أحد وجود الربّ في الهيكل

Read More
 

 

زمن الدنح

يو 3: 15 -22

تيطس 2: 11 - 3: 17

عيد الدنح المجيد، 6 ك2

يو 1: 29 - 34

كور2   10: 1 - 11

الأحد الأول بعد الدنح

يو 1: 35 - 42

كور2   4: 5 - 15

الأحد الثاني بعد الدنح

يو 3: 1 - 16

غلا 3: 23 - 29

الأحد الثالث بعد الدنح

-

-

الأحد الرابع بعد الدنح

Read More

 

 

زمن الصوم

يو 2: 1 - 11

روم 14: 14 - 23

أحد مدخل الصوم، عرس قانا الجليل

  متّى 6: 16 - 21

  كور2   5: 20 - 6: 7

إثنين الرماد

  مر 1: 35 - 45

  روم 6: 12 - 18

الأحد الثاني، شفاء الأبرص

  لو 8: 40 - 56

  كور2   7: 4 - 11

الأحد الثالث، شفاء المنزوفة 

  لو 15: 11 - 32

  كور2   13: 5 - 13

الأحد الرابع، مثل الإبن الشاطر

  مر 2: 1 - 12

  تيم1   5: 24 - 6: 5

الأحد الخامس، شفاء المخلّع

  مر 10: 46 - 52

  كور2   10: 1 – 7

الأحد السادس، شفاء الأعمى

يو 12 : 12 - 22 فل 1: 1  - 13 احد الشعانين
Read More

 

أسبوع الآلام

مت 21: 17 - 27

عب 6: 1 - 9 

الاثنين من اسبوع الآلام

لو 13 : 22 - 30 تسا1 2 : 13 - 17 الثلاثاء من أسبوع الآلام

يو 11: 47 - 54

عب 2: 5 - 12

أربعاء أيّوب

لو 22: 1 - 23

كور1   11: 23 - 32

خميس الأسرار 

يو 19: 31 - 37

 عب 12: 12 - 21

يوم الجمعة العظيمة 

متّى 27: 62 - 66

روم 5: 1 - 11

سبت النّور 

 
Read More
   زمن القيامة المجيدة
مر 16: 1 - 8   كور1   15: 12 - 26 أحد القيامة المجيدة  
 يو 20: 26 - 31    كور2   5: 11 - 21

الأحد الجديد

 لو 24: 13 - 35  تيم2   2: 8 - 13  الأحد الثالث من زمن القيامة 
 يو 21: 1 - 14  عب 13: 18 - 25  الأحد الرابع من زمن القيامة 
 يو 21: 15 - 19  أف 2: 1 - 10  الأحد الخامس من زمن القيامة 
 لو 24: 36 - 48   روم 10: 1 - 13  الأحد السادس من زمن القيامة 
 مر 16: 15 - 20  رسل 1: 1 - 14  خميس الصعود 
  يو 13: 31 - 35   أف 1: 15 – 23 الأحد السابع من زمن القيامة 
 
Read More

 

زمن العنصرة
يو 14: 15 - 20  أع 2: 1 - 21  أحد العنصرة 
متّى 28: 16 - 20  روم 11: 25 - 36  الأحد الثاني، أحد الثالوث الأقدس 
 يو 14: 21 - 27    كور1   2: 1 - 10  الأحد الثالث من زمن العنصرة 
لو 10: 21 - 24   كور1   2: 11 - 16  الأحد الرابع من زمن العنصرة 
متّى 10: 1 - 7   فل 3: 7 - 14  الأحد الخامس من زمن العنصرة 
متّى 10: 16 - 25  كور1 12: 12-13، 27-30  الأحد السادس من زمن العنصرة 
  لو 10: 1 - 7   كور2   3: 1 - 6  الأحد السابع من زمن العنصرة 
 متّى 12: 14 - 21   روم   8: 1 - 11  الأحد الثامن من زمن العنصرة 
 لو 4: 14 - 21    كور2   5: 20 - 6: 10  الأحد التاسع من زمن العنصرة 
متّى 12: 22 - 32  كور1   12: 1 - 11 الأحد العاشر من زمن العنصرة
لو 19: 1 - 10 أف   2: 17 - 22 الأحد الحادي عشر من زمن العنصرة
  متّى 15: 21 - 28  أف 3: 1 - 13 الأحد الثاني عشر من زمن العنصرة
لو 8: 1 - 15  كور1 3: 1 -11 الأحد الثالث عشر من زمن العنصرة
  لو 10: 38 - 42   تسا1   2: 1 - 13 الأحد الرابع عشر من زمن العنصرة
 لو 7: 36 - 50  تسا1   1: 1 - 10 الأحد الخامس عشر من زمن العنصرة
  لو 18: 9 - 14   روما 8: 18 - 27 الأحد السادس عشر من زمن العنصرة
لو 10: 25 - 37 روما 13: 8 - 14 الأحد السابع عشر من زمن العنصرة
مر 12: 1 - 12 بط1   1: 22 – 25 الأحد الثامن عشر من زمن العنصرة
 
Read More

زمن القيامة

 

a7ad kiama

الاحد السابع من زمن القيامة

 

الرسالة:

(اف 1 : 15 - 23)

اف-1-15: لِذلِك، فإنِّي أَنا أَيضًا، مُذ سَمِعتُ بِإِيمانِكم في الرَّبِّ يسوع وبِمَحبَّتِكم لِجَميعِ القِدِّيسين، 
اف-1-16: لا أَكُفُّ عن شُكرِ اللهِ في أَمْرِكم، ذاكِرًا إِيَّاكُم في صَلَواتي 
اف-1-17: لِكَي يَهَبَ لَكم إِلهُ رَبِّنا يسوعَ المسيح، أَبو المَجْد، رُوحَ حِكمَةٍ يَكشِفُ لَكم عَنه تَعالى لِتَعرِفوه حَقَّ المَعرِفَة، 
اف-1-18: وأَن يُنيرَ بَصائِرَ قُلوبِكم لِتُدرِكوا ما هو الرَّجاءُ الَّذي تَنطَوي عليه دَعوَتُه وما هي سَعَةُ المَجدِ في ميراثِه بَينَ القِدِّيسين 
اف-1-19: وما هي عَظمَةُ قُوَّته الفائِقَةِ لِخَيرِنا نَحنُ المُؤمِنين، والمُوافِقَةِ لِعَمَلِ قُدرَتِه العَزيزَةِ
اف-1-20: الَّذي عَمِلَه في المسيح، إِذ أَقامَه مِن بَينِ الأَمْوات وأَجلَسَه إِلى يَمينِه في السَّمَوات 
اف-1-21: فَوقَ كُلِّ صاحِبِ رِئاسةٍ وسُلْطان وقُوَّةٍ وسِيادة وفَوقَ كُلِّ اسمٍ يُسَمَّى بِه مَخلوق،لا في هذا الدَّهْرِ وَحدَه، بل في الدَّهْرِ الآتي أَيضًا، 
اف-1-22: وجَعَلَ كُلَّ شَيءٍ تَحتَ قَدَمَيْه ووَهَبَه لَنا فَوقَ كُلِّ شَئٍ رَأسًا لِلكَنيسة، 
اف-1-23: وهى جَسدُه ومِلْءُ ذاك الَّذي يَملأُه اللّهُ تمامًا.

 

الانجيل:

(يو 13 : 31 - 35)

لَمَّا خَرَجَ يَهُوذا الاسخريُوطِيُّ قَالَ يَسُوع: "أَلآنَ مُجِّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ ومُجِّدَ اللهُ فِيه. إِنْ كَانَ اللهُ قَدْ مُجِّدَ فِيه، فَاللهُ سَيُمَجِّدُهُ في ذَاتِهِ، وحَالاً يُمَجِّدُهُ. يَا أَوْلادي، أَنَا مَعَكُم بَعْدُ زَمَنًا قَلِيلاً. سَتَطْلُبُونِي، ولـكِنْ مَا قُلْتُهُ لِلْيَهُودِ أَقُولُهُ لَكُمُ الآن: حَيْثُ أَنَا أَمْضِي لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا. وَصِيَّةً جَديدَةً أُعْطِيكُم، أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا. أَجَل، أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا كَمَا أَنَا أَحْبَبْتُكُم. بِهـذَا يَعْرِفُ الـجَمِيعُ أَنَّكُم تَلامِيذِي، إِنْ كَانَ فيكُم حُبُّ بَعْضِكُم لِبَعْض".

 

 

تأمل في الانجيل:

للاب بيار نجم

 LEX AMORIS نقلاً عن 

يتمحوّر هذا النّص حول فكرة الوصيّة الجديدة، وصيّة المحبّة.  هذه الوصيّة تجد جذورها في سؤال يطرح غالباً هنا: "الى أين تذهب؟".  إن مكان ذهاب الرّب يسوع هو سبب الوصيّة الجديدة، فالرّب يذهب الى الصليب، ليعلن للعالم عن عظمة الآب غير المتناهية التي ارتضت بذبح الوحيد حبّاً بالبشريّة، ويذهب أيضاً الى بيت الآب، الى الملكوت السماويّ المعدّ للّذين يحبّون يسوع.  بين هذين المحوريّن تجد المحبّة معناها وهدفها: الموت مع المسيح حبّاً بالإخوة وطاعة للآب من ناحية، والشوق الى ملكوت السماء، الى الإتّحاد بالله مصدر وجودنا وغايته من ناحية أخرى.

فلمَّا خرَجَ: يدور الكلام هنا عن يهوّذا الإسخريوطيّ، وعبارة "لمّا خرج" ترتبط بالآية 30: " وتناوَلَ يَهوذا اللُّقمَةَ وخرَجَ في الحالِ. وكانَ ليلاً.".  هو التلميذ الرافض لعلاقة الحبّ والصداقة، يملك مخطّطاته الخاصّة وأحلامه، يهدف ربّما الى تحقيق مُلك المسيح على أورشليم بقواه الخاصّة، يريد مَلكاً قويّاً، عسكرّياً، قائداً عنيفاً يبيد الأعداء ويعيد الى أورشليم مُلكَ داود المفقود.  أو ربّما هو التلميذ الّذي تعب من صعوبة طريق التتلمذ، وفضّل اختيار السهل، باع معلّمة بثلاثين فضّة، ثمن عبد في العهد القديم، وراح يفتّش عن الأسهل.  هو صورة التلميذ في كلّ واحد منّا: أحياناً يريد أن يأخذ القيادة عن يسوع، يقرّر هو كيف يجب على الأمور أن تسير، وأحياناً أخرى يترك الرّب مفتّشاً عن الطريق الأسهل، يبيع قناعاته، ويساوم على الحقيقة مقابل حفنة من دراهم فضيّة تزول، أو بحثاً عن بضعة لحظات لذّة تتركه فارغ القلب وقلق الضمير.

خروج يهوذا من الغرفة هو خروج الخيانة من غرفة قلبي الداخليّة، وعندما أطرد الخيانة من قلبي يمكن للرّب أن يهمس في أذني ويتكلّم الى ضميري.  عندها تصل اليّ كلمة الحياة وأسمع البشارة، وأقدر أن أجيب.

لقد خرج يهوّذا و"كان ليلاً" (13، 30)، والليل هو الوقت الرّمزي الّذي نجده في إنجيل يوحنّا يرتبط بالحبّ الزّوجي، فالليّل هو لحظة لقاء العروس بعروسه، ويهوه بشعبه، لهذا نجد خِطب الوداع تُلفظ ليلاً.  والليّل هو أيضاً وقت الصراع الرّوحي، رمز القلق والخوف والوحدة.  في يو 6 يشكّل اللّيل لحظة اليأس والضياع، فالتلاميذ في العاصفة والدنيا مظلمة لأنّ الربّ لم يكن حاضراً والتلاميذ في رحمة الأمواج.  وفي يو 20، 1 يرمز الظلام الى يأس التلاميذ الّذين فقدوا المعلّم وباتوا تائهين دون هدف.  خروج يهوّذا هنا هو موقف التلميذ الّذي يترك علاقة الحبّ مع يسوع، يغادر جماعة التلاميذ المجتمعة حول السيّد، ليغرق في ليل قلقه وخوفه ووحدته، يفتّش عبثاً عن نور الحقّ فلا يجده، لأنّه تركه وراءه وهرب.

الآنَ تَمَجَّدَ اَبنُ الإنسانِ وتَمَجَّدَ اللهُ فيهِ. 32 وإذا كانَ اللهُ تَمَجَّدَ فيهِ، فإنَّ اللهَ سَيُمَجِّدُهُ في ذاتِهِ، وبَعدَ قليلٍ سَيُمَجِّدُهُ.

يرتبط المجد في إنجيل يوحنّا بالصليب كمقدّمة للمجد الأبديّ الّذي سوف يناله يسوع.  المجد والإرتفاع في يوحنّا يرتبطان بالصليب، حيث يظهر الرّب يسوع حبّ الآب للعالم وقوّة الخلاص الشامل الّذي يحقّقه يسوع بدمه المسفوك.  خروج يهوّذا في الليل هو إتمام للمجد، فموت يسوع قد تقرّر بخيانة التلميذ.  موت يسوع لا يظهر في يوحنّا كمجرّد نتيجة للخيانة البشريّة، بل إتمام للمخطّط الخلاصيّ الّذي حضّره الآب ليخلّص البشر، وفي خلاص البشريّة تمجيد له.  يسوع مجدّ الآب بطاعته إيّاه حتى موت الصليب، والآب مجّد الإبن بتمجيده إيّاه في ذاته، فمصدر المجد المسيحانيّ هو الإتّحاد الجوهري في حضن الثالوث الأقدس: الآب يمجّد الإبن بذاته، وفي مكان آخر يقول يوحنّا أن جوهر أو ذات الله هي المحبّة.  لقد مجّد الآبُ الإبن بالمحبّة الإلهيّة، أي الحبّ السرمدّي، والإبن قد مجّد الآب بطاعته حتى الموت، لأنّه أحبّه حتى موت الصليب ليفدي البشريّة.  لقد تمجّد الإبن بخروج يهوّذا، وبعد قليل سوف يتمجّد فعليّاً حين يُسلم التلميذُ سيّده الى السلطات اليهوديّة ليموت على الصليب.

يا أبنائي، سأبقى مَعكُم وقَتًا قَليلاً. ستَطلُبوني، ولكِنْ ما قُلتُهُ لِليَهودِ أقولُهُ لكُمُ الآنَ: حَيثُ أنا ذاهِبٌ لا تَقدِرونَ أنتُم أنْ تَجيئوا:  ينادي الربُّ التلاميذ يا أبنائي، وهي من ناحيّة تعبّر عن مكانه كمعلّم، فالمعلّم اليهوديّ كان ينادي تلميذه "أبني".  ومن ناحيّة أخرى هي تعبّر عن الولادة الجديدة التي ينالها التلميذ المولود من المسيح.  هي دعوة للتلاميذ للولادة من جديد، من خلال تبنّي تعليم الرّب وقناعاته، ترك حالة الإنسان القديم المنغلق على أمور الدنيا والحياة اليوميّة والدخول في الحالة الجديدة، حالة المولود الجديد، المولود من رحم الرّب يسوع المتألّم على الصليب حبّاً به.  بموته ولدنا الرّب جميعاً الى حالة جديدة.

يقول الرّب للتلاميذ ما قاله لليهود، أنّهم يفتّشون عنه ولا يمكنهم الذّهاب الى حيث هو يذهب.  إنّما لا يقول لهم كلَّ ما قاله لليهود، لا يقول لهم أنّهم لن يجدونه، مثلما قال لليهود، ولا قال لهم أنّهم يموتون في خطاياهم كما أعلن لعلماء الشريعة السّاعين الى إهلاك الرّب.  لن يقدر التلميذ أن يجد يسوع إن كان يفتّش عن يسوع التاريخيّ، يسوع المعلّم الأرضيّ، صانع المعجزات والخوارق وشافي المرضى في أرض فلسطين القديمة.  الرّب يدعو التلميذ الى تغير المنظار إن كان يريد أن يجد الرّب المائت والقائم من بين الأموات.  لقد صار التلميذ مدعوّاً للإيمان بالرّب المتألّم على الصليب، المطعون الجنب، الموضوع في القبر والقائم من بين الأموات.  لقد صار للتلميذ هدف جديد عليه أن يفتّش عنه: يسوع الإيمان لا يسوع التاريخيّ، يسوع المرتفع والحاضر في كنيسته بطريقة غير منظورة، إنّما حاضر حقّاً وفعليّاً.  هذا هو التحدّي الجديد للتلاميذ.  حيث يذهب هو لا يمكنهم أن يذهبوا هم بقواهم الشخصيّة ولا بمنطقهم القديم.  إنّما الرّب يعطيهم وسيلة الوصول اليه، لا يتركهم وحدهم، يعطيهم الدرب المختصرة التي تقود اليه.  يختصر درب الوصايا القديم بدرب يقود اليه مباشرة، درب الوصيّة الجديدة، درب المحبّة التي هي جوهر الله، والتي لا يمكن لمن يسير عليها أن يضلّ الطريق.

أُعطيكُم وَصيَّةً جَديدةً: أحِبُّوا بَعضُكُم بَعضًا. ومِثلَما أنا أحبَبْتُكُم أحِبُّوا أنتُم بَعضُكُم بَعضًا: الكلمة اليونانيّة التي نقرأها في نصّ العهد الجديد Kathòs لا تعني فقط مثلما، هي ليست للتشبيه، بل هي أداة سببيّة، "لأنّني أنا أحببتكم" أو "بما أنّي أنا أحببتكم، أحبّوا أنتم بعضكم بعضاً".  وبالتالي تصبح الوصيّة الجديدة مرتبطة بالرّب كمصدر المحبّة، وبالإخوة كموضوع محبّة الرّب لهم.  بكلمات أخرى، أنا أحب الآخر لأنّ الرّب أحبّه ومات من أجله، وأنا أحبّ الآخر على مقياس حبّ يسوع له، وبالطريقة التي أحبّه بها يسوع، أي أن يكون حبّي للآخر لا حبّا وصوليّاً أو مادّياً أو متقلّباً أو ساعياً الى مقابل، بل حبّاً مجّانيّاً يسعى خلاص الآخر، الى تحريره من قيوده ومساعدته للوصول الى صداقة مع السيّد.  حبّي للآخر يشترط أن أموت في سبيله، أن أن أموت عن كبريائي ولذّاتي ورغباتي، وأن يصبح خلاص الآخرين هدفي، لأنّي دعيت لأن أشارك الرّب في إتمام الخلاص للكون بأسره.

يجد الأب Lagrange في كلمات يسوع هذه بعداً اسخاتولوجيّاً، يرتبط بالساعة الأخيرة وبنهية الزمن: في زمن غياب الرّب المؤقّت، يريد يسوع أن يكون محبوباً ومخدوماً في شخص الإخوة.  الوصيّة الجديدة هي الوصيّة الوحيدة التي يعطيها الرّب، لا تلغي الوصايا العشرة بل تشملها كلّها، فملخّص الحياة الأدبيّة هي المحبّة، وإن كانت أعمالنا تنطلق من المحبّة فلا يمكنها أن تكون خاطئة: من يحبّ لا يقتل، ولا يسرق ما هو لحبيبه، من يحبّ لا يحسد من يحبّه ولا يستعمله كأداة شهوة.  من يحب لا يمكنه أن يؤذي من يحبّه.  وكلّما كانت علاقتنا بالرّب وثيقة، كانت محبّتنا أكبر، وكلّما كبرت محبّتنا ازدادت أعمالنا محبّة.  بهذا المعنى يقول القديّس أغوسطينوس: "أحبب وأعمل ما تشاء"، فمن يحبّ لا يخطأ بحق حبيبه، ويكمل قائلاً: "المقياس الوحيد للحب هو أن نحد دون مقياس"، فحبّ الله لنا غير محدود وغير مشروط، وهكذا ينبغي على حبّنا أن يكون، وإلاّ نصبح تلاميذ كذبة.

فإذا أحبَبْتُم بَعضُكُم بَعضًا، يَعرِفُ النّـاسُ جميعًا أنَّكُم تلاميذي:  إن محبّتنا للإخوة، أي لكلّ واحد من البشريّة مهما كان لونه أو دينه أو عرقه، قدّيساً أكان ام خاطئاً، سليماً أكان أم مريضاً، غنيّاً أو فقيراً، هو شهادة نقوم بها أمام الكون بأسره بأنّنا تلاميذ الرّب يسوع، نحبّ الجميع على مثاله، على استعداد للموت في سبيل الجميع لنربح الجميع الى ملكوت السماوات.  إن نقص فينا هذا الإستعداد، لا يمكننا أن نكون تلاميذ للرّب يسوع.  هكذا يصبح الآخر سرّ حضور الرّب على الأرض، وفي الآخر أرى الرّب يسوع، أخدمه وأحبّه وأكرّم روحه القدّوس الحالّ في هيكل الرّوح القدس، في أخي الإنسان.

هذه الشهادة أمام الكون بأنّنا تلاميذ الرّب لا يمكن أن تكون هامشيّة، لا يمكنها إلاّ أن تنبع من عمق أعماقي.  بواسطة الحبّ وحده اشهد للرّب يسوع، لا بالعصبيّة الدينيّة، ولا بالإستعلاء، ولا بإعلان نفسي متمايزاً أو متفوّقاً أو مختاراً، فقط بالحب، بالخدمة، بعطاء الذّات وبالسعي الى خلاص الآخرين.  حبّي للآخر يجب أن يكون قادراً على الوصول الى عمق أعماق الآخر ليعطيه الثقة بأنّه ليس وحيداً، بأنّ الرّب حاضر معه، بأنّه ليس متروكاً، بأنّه بالنسبة للرّب محور الوجود بأسره. على حبّي أن يكون قادراً على اختراق سدود الحقد وحواجز الكراهية، وعلى إذابة جليد الوحدة والخوف، على تهديم اليأس، على الوصول الى ذات الآخر، لإيصال يسوع الى هناك، فالرّب يحتاج الى محبّتنا ليوصل إنجيله الى قلوب المتألّمين، يشفي جراحهم، يطهّر ضمائرهم، يعلن لهم الفغران ويعيدهم الى صداقة الآب.  دون شهادتي لا يمكن للرّب أن يعمل.

حين أسأل ذاتي: هل أحبّ الرّب، لن أقدر أن أجيب، فالإخوة يملكون الجواب.  هم يقولون للرّب إن كنت أحبّه فعلاً.  أحبّه إن كان قد شعروا بحبيّ يغمرهم، إن كانوا قد حصلوا من يدي على بضع قطرات ماء يروون بها عطشهم للرّب، إن كانوا قد تعرّفوا على يسوع من خلالي، أو شكروا الرّب معي على نعمة الوجود، إن كانوا قد شعروا بقرب يسوع اليهم من خلالي.  هم الّذين يحكمون، ولهم سوف يستمع يسوع يوم نقف كلّنا أمامه لنسمع حكمه الأخير.  فاعطني يا ربّ قوّة روحك لأومن أنّك حاضر في إخوتي وليعلموا سرّ حضورك وحبّك من خلال حياتي.  إجعلني أداة شهادة لحبّك ليعرف العالم عمق محبّتك، ويعمّ خلاصك الكون كلّه.

.

.

.