Contact

mail@gemini-theme.com
+ 001 0231 123 32

Follow

Info

All demo content is for sample purposes only, intended to represent a live site. Please use the RocketLauncher to install an equivalent of the demo, all images will be replaced with sample images.

السنة الطقسية

  • 0 السنة الطقسية
  • 00 بدء السنة الطقسية
  • 01 زمن الميلاد المجيد
  • 02 زمن الدنح
  • 03 اسابيع التذكارات
  • 04 زمن الصوم
  • 05 اسبوع الآلام
  • 06 زمن القيامة
  • 07 زمن العنصرة
  • 08 زمن الصليب
  • 09 أعياد مختلفة

·         تتألّف السنة الليتورجيّة المارونيّة من سبعة أزمنة تساعد جماعة المؤمنين على عيش سرّ يسوع المسيح في حياتهم الكنسيّة.  هي أزمنة سبعة تعيد ليتورجيّاً حياة السيّد المسيج وعمله، موته وقيامته وصعوده الى السماء واستمراره في حياة الكنيسة من خلال عمل الروح القدس.

تبتدئ السنة الطقسية المارونيّة بالأحد الأوّل من تشرين الثاني، أحد تجديد البيعة.
السنة الطقسية ليست تكراراً روتينياً للمناسبات والأعياد بل هي حركة لولبية تصاعدية. أي كل سنة تعيش الكنيسة ويعيش المؤمن اختبار أكثر عمقاً و أكثر إيماناً و أكثر ارتقاءً بمشروع المسيح حتى الوصول الى ملء قامته.

·         السنة هي دعوة كي يتقدس الزمن لأن سيد الزمن هو القدوس الله: الآب و الابن و الروح القدس

·         تنقسم السنة الطقسيّة الى سبعة أزمنة:

زمن الميلاد -زمن الدنح -زمن الصوم -زمن الآلام -زمن القيامة -زمن العنصرة -زمن الصليب 

 

Read More
 بدء السنة الطقسية  
متّى 16: 13 - 20  عب 9: 1 -12  أحد تقديس البيعة 
يو 10: 22 - 42  عب 9: 11 - 15  أحد تجديد البيعة 

 

Read More

زمن الميلاد المجيد

لو 1: 1 - 25

روما 4: 13 - 25

أحد بشارة زكريّا

لو 1: 26 - 38

غل 3: 15 - 22

أحد بشارة العذراء

  لو 1: 39 - 45

  أف 1: 1 - 14

أحد زيارة العذراء لإليصابات

  لو 1: 57 - 66

  غل 4: 21 - 5: 1

أحد مولد يوحنّا المعمدان

  متّى 1: 18 - 25

  أف 3: 1 - 13

أحد البيان ليوسف

  متّى 1: 1 - 17

  روما 1: 1 - 12

أحد النّسبة

  لو 2: 1 - 29

  عب 1: 1 - 12

عيد الميلاد المجيد

  متّى 2: 1 - 12

  رؤ 21: 9 -10، 21 - 27

الاحد الأول بعد الميلاد

  لو 2: 41 - 52

  عب 7: 11 -19

أحد وجود الربّ في الهيكل

Read More
 

 

زمن الدنح

يو 3: 15 -22

تيطس 2: 11 - 3: 17

عيد الدنح المجيد، 6 ك2

يو 1: 29 - 34

كور2   10: 1 - 11

الأحد الأول بعد الدنح

يو 1: 35 - 42

كور2   4: 5 - 15

الأحد الثاني بعد الدنح

يو 3: 1 - 16

غلا 3: 23 - 29

الأحد الثالث بعد الدنح

-

-

الأحد الرابع بعد الدنح

Read More

 

 

زمن الصوم

يو 2: 1 - 11

روم 14: 14 - 23

أحد مدخل الصوم، عرس قانا الجليل

  متّى 6: 16 - 21

  كور2   5: 20 - 6: 7

إثنين الرماد

  مر 1: 35 - 45

  روم 6: 12 - 18

الأحد الثاني، شفاء الأبرص

  لو 8: 40 - 56

  كور2   7: 4 - 11

الأحد الثالث، شفاء المنزوفة 

  لو 15: 11 - 32

  كور2   13: 5 - 13

الأحد الرابع، مثل الإبن الشاطر

  مر 2: 1 - 12

  تيم1   5: 24 - 6: 5

الأحد الخامس، شفاء المخلّع

  مر 10: 46 - 52

  كور2   10: 1 – 7

الأحد السادس، شفاء الأعمى

يو 12 : 12 - 22 فل 1: 1  - 13 احد الشعانين
Read More

 

أسبوع الآلام

مت 21: 17 - 27

عب 6: 1 - 9 

الاثنين من اسبوع الآلام

لو 13 : 22 - 30 تسا1 2 : 13 - 17 الثلاثاء من أسبوع الآلام

يو 11: 47 - 54

عب 2: 5 - 12

أربعاء أيّوب

لو 22: 1 - 23

كور1   11: 23 - 32

خميس الأسرار 

يو 19: 31 - 37

 عب 12: 12 - 21

يوم الجمعة العظيمة 

متّى 27: 62 - 66

روم 5: 1 - 11

سبت النّور 

 
Read More
   زمن القيامة المجيدة
مر 16: 1 - 8   كور1   15: 12 - 26 أحد القيامة المجيدة  
 يو 20: 26 - 31    كور2   5: 11 - 21

الأحد الجديد

 لو 24: 13 - 35  تيم2   2: 8 - 13  الأحد الثالث من زمن القيامة 
 يو 21: 1 - 14  عب 13: 18 - 25  الأحد الرابع من زمن القيامة 
 يو 21: 15 - 19  أف 2: 1 - 10  الأحد الخامس من زمن القيامة 
 لو 24: 36 - 48   روم 10: 1 - 13  الأحد السادس من زمن القيامة 
 مر 16: 15 - 20  رسل 1: 1 - 14  خميس الصعود 
  يو 13: 31 - 35   أف 1: 15 – 23 الأحد السابع من زمن القيامة 
 
Read More

 

زمن العنصرة
يو 14: 15 - 20  أع 2: 1 - 21  أحد العنصرة 
متّى 28: 16 - 20  روم 11: 25 - 36  الأحد الثاني، أحد الثالوث الأقدس 
 يو 14: 21 - 27    كور1   2: 1 - 10  الأحد الثالث من زمن العنصرة 
لو 10: 21 - 24   كور1   2: 11 - 16  الأحد الرابع من زمن العنصرة 
متّى 10: 1 - 7   فل 3: 7 - 14  الأحد الخامس من زمن العنصرة 
متّى 10: 16 - 25  كور1 12: 12-13، 27-30  الأحد السادس من زمن العنصرة 
  لو 10: 1 - 7   كور2   3: 1 - 6  الأحد السابع من زمن العنصرة 
 متّى 12: 14 - 21   روم   8: 1 - 11  الأحد الثامن من زمن العنصرة 
 لو 4: 14 - 21    كور2   5: 20 - 6: 10  الأحد التاسع من زمن العنصرة 
متّى 12: 22 - 32  كور1   12: 1 - 11 الأحد العاشر من زمن العنصرة
لو 19: 1 - 10 أف   2: 17 - 22 الأحد الحادي عشر من زمن العنصرة
  متّى 15: 21 - 28  أف 3: 1 - 13 الأحد الثاني عشر من زمن العنصرة
لو 8: 1 - 15  كور1 3: 1 -11 الأحد الثالث عشر من زمن العنصرة
  لو 10: 38 - 42   تسا1   2: 1 - 13 الأحد الرابع عشر من زمن العنصرة
 لو 7: 36 - 50  تسا1   1: 1 - 10 الأحد الخامس عشر من زمن العنصرة
  لو 18: 9 - 14   روما 8: 18 - 27 الأحد السادس عشر من زمن العنصرة
لو 10: 25 - 37 روما 13: 8 - 14 الأحد السابع عشر من زمن العنصرة
مر 12: 1 - 12 بط1   1: 22 – 25 الأحد الثامن عشر من زمن العنصرة
 
Read More

زمن الميلاد المجيد

maouledyou7anna 

أحد مولد يوحنا

الرسالة:

(غل  4: 21 – 5: 1)

قولوا لي، أنتُمُ الذين  تُريدونَ أن تكونوا في حُكمِ الشريعة، أما تَسمَعونَ الشريعة؟ فإنّهُ مكتوب: كان لإبراهيمَ ابنان، واحدٌ من الجارية، وواحدٌ من الحرّة. أمّا الذي من الجاريةِ فقد وُلِدَ بحسبِ الجسد، وأمّا الذي من الحرّةِ فبقوّةِ الوَعد. وفي ذلك رَمزٌ: فسارةُ وهاجَرُ تُمَثِّلانِ عَهدَين، عَهدًا من جَبَلِ سيناءَ يَلِدُ للعُبوديّة، وهو هاجَر؛ لأنَّ هاجَرَ هيَ جَبَلُ سيناءَ الذي في بلادِ العَرَب، وتوافِقُ أُورشليمَ الحاليّة، لأنَّها في العُبوديّةِ هي وأولادُها. أمّا أُورشليمُ العُليا فهي حُرّة، وهي أُمُّنا؛ لأنَّهُ مَكتوب: "إفرحي، أيَّتُها العاقرُ التي لم تَلِدْ؛ إندَفِعي بالترنيمِ واصْرُخي، أيَّتها التي لم تَتَمَخَّضْ؛ لأنَّ أولادَ المَهجورةِ أكثرُ من أولادِ المتزوّجة". أمّا أنتم، أيُّها الإخوة، فإنَّكُم أولادُ الوَعدِ مِثلُ إسحق. ولكن، كما كانَ حينئذٍ المولودُ بحسَبِ الجسدِ يَضْطَهِدُ المَولودَ بحسَبِ الروح، فكذلكَ الآنَ أيضًا. ولكن ماذا يقولُ الكاتب؟ "أُطرُدِ الجاريةَ وابنَها، لأنَّ ابنَ الجاريةِ لا يَرِثُ معَ ابنِ الحُرَّة". إذًا، أيُّها الإخوة، لَسنا أولادَ جارية، بل أولادُ الحُرَّة. إنَّ المسيحَ قد حَرَّرَنا لنبقى أحرارًا. فاثْبُتوا إذًا ولا تَعودوا تَخضَعونَ لِنيرِ العُبوديَّة.

خلاصِكُم، وآمَنتُم، خُتِمتُم بالروحِ القُدُسِ المَوعودِ بِهِ، وهو عُربونُ ميراثِنا، لِفِداءِ شعبِهِ الذي اقْتَناهُ مَدْحًا لمَجدِهِ.

الانجيل:

(لو 1: 57 – 66)

تَمَّ زمانُ إليصاباتَ لِتَلِد، فَوَلَدَت ابنًا. وسَمِعُ جيرانُها وأقارِبُها أنَّ الربَّ قد عَظَّمَ رَحمَتَهُ لها، فَفَرِحوا معها. وفي اليَومِ الثامِنِ جاؤوا لِيَختِنوا الصبيّ، وسَمّوهُ باسمِ أبيهِ زكريّا. فأجابَتْ أُمُّهُ وقالَت: "لا! بل يُسَمّى يوحنّا!". فقالوا لها: "لا أحَدَ في قَرابَتِكِ يُدعى بهذا الإسم". وأشاروا إلى أبيهِ ماذا يُريدُ أن يُسَمّيهُ. فطَلَبَ لَوحًا وكَتَب: "إسمُهُ يوحنّا!". فَتَعَجَّبوا جميعُهُم. وانفَتَحَ فَجأةً فَمُ زكريّا، وانطَلَقَ لِسانُهُ، وجَعَلَ يَتَكَلَّمُ ويُبارِكُ الله، فاستَولى الخَوفُ على جَميعِ جيرانِهِم، وتَحَدَّثَ الناسُ بِكُلِّ هذه الأُمورِ في كُلِّ جَبَلِ اليهوديَّة. وكانَ كُلُّ مَن سَمِعَ بذلِكَ يَحفَظُهُ في قَلبِهِ قائلاً: "ما عسى هذا الصبيُّ أن يكون؟". وكانَتْ يَدُ الرَبِّ حَقًّا مَعَهُ.

 

تأمل في الانجيل:

وَأَمَّا أَلِيصَابَاتُ فَتَمَّ زَمَانُهَا لِتَلِدَ فَوَلَدَتِ ابْناً: 
هذا الزمان الّذي يتكلّم لوقا عنه هو ليس فقط أشهر حمل التسعة، بل هي حياة أليصابات بأسرها، فقد بقيت تنتظر حتى فقدت الأمل. زمان أليصابات هو مخطّط الله لها. فحين تمّ زمانها ولدت يوحنّا، لم يكن دورها أن تقرّر متى يأتي ابنها الى الوجود، بل هو الله الّذي يعرف ما هو الأنسب والأحسن لنا. لقدّ تمّ زمان أليصابات، وتمام زمنها هو إعلان لتمام الأزمنة كلّها، هو مقدّمة تمهيديّة لحلول ملء الزمن، أي مجئ المسيح. لقد بدأ يوحنّا إعلان وصول المخلّص منذ الحشا عندما ارتكض في حشا أمّه فرحاً لوصول المخلّص في بطن مريم، والآن بولادته يعلن اقتراب ولادة المخلّص. على ضفة الأردن سوف يعلن عن وصول حمل الله الّذي يحمل خطيئة العالم، وبموته سوف يعلن مسبقاً عن موت المسيح فداءاً لشعبه

بولادة يوحنّا المعمدان تحقّق الوعد لإليصابات، هي التي انتظرت سنوات طويلة حتى فقدت الأمل وخضعت لحقيقتها القاسية، حقيقة عقم مرير يتخطّى مجرّد الإنجاب لينعكس على معنى حياتها وغاية وجودها. إنجاب ولد في إسرائيل القديمة يتخطّى منطق الإستمراريّة العائلية، ويرتبط مباشرة بالبركة الإلهيّة. كان كلّ شعب إسرائيل ينتظر المسيح، وكلّ مولود جديد قد يكون المسيح المنتظر. عدم إعطاء الولد كان يعني أن الرّب قد فصل العاقر عن إنتظارات الشعب، فهي لن تعطي إسرائيل الخلاص. لذلك كانت العاقر محتقرة، فالرّب قد أقصاها عن رحمته

إنّما الألم الأكبر كان في نطرة العاقر لنفسها، إن احتقار الآخرين لها كان أسهل من نظرتها لنفسها، تظن نفسها غير محصاة في مخطّط الله الخلاصيّ، مهمّشة محتقرة من الله، من المجتمع، من زوجها وإن لم يقلها صراحة، وخاصّة من ذاتها

إن ولادة يوحنّا هي إعادة اعتبار لقيمة أليصابات ولدورها في مخطّط الله الخلاصي، هي إعلان لها ولمجتمعها أن لا أحد مستثنى من مخطط الله وأن الخلاص هو للجميع

هي رسالة رجاء لإليصابات وزكريّا، ولنا كلّنا، فالله يتدخّل ويعمل في حياتنا، حتى عندما نفقد الأمل ونخضع لواقعنا، فالله لا يخضع لبرامجنا، وهو القادر على كلّ شيء


وَسَمِعَ جِيرَانُهَا وَأَقْرِبَاؤُهَا أَنَّ الرَّبَّ عَظَّمَ رَحْمَتَهُ لَهَا فَفَرِحُوا مَعَهَا: 
إنّهم الجيران والأقرباء نفسهم الّذين نظروا الى اليصابات نظرة الإحتقار أو الفوقيّة، أو ربّما الشفقة، هم الّذين ظنوّا أنّ لا مستقبل لها في تاريخ إسرائيل، هم الآن يأتون بعد أن سمعوا بولادة يوحنّا. ألم يسمعوا بحبل أليصابات أوّلاً؟ هل أخفت الأمر عنهم؟ لماذا كانت مريم وحدها قرب النسيبة العجوز؟ هل لأنّهم لم يصدّقوا أن هذا يمكن أن يحصل لمن اعتبروها دوماً عاقراً دون أي نفع؟ إنّهم الجيران والأقرباء يظهرون الآن فقط، يعودون الى عجوز كانت دون نفع، لا قيمة لها، فقدت شبابها ومع شبابها فقدت قيمتها. إنّهم صورة لمن يختصر قيمة الإنسان فقط في شكله الخارجي، في جماله العابر، في قدرته الجسديّة أو في اكتمال صحّته، إنّهم عيّنة من مجتمع مريض، يعجز عن رؤية جمال الله في وجه العجوز، يتحاشى عن النظر الى تجاعيد وجهه، لأنّه بدلاّ من رؤية غنى الإختبار الطويل والحكمة المكتسبة من أفراح وأحزان، من آلام وتضحيات، يرون فقط اقتراب الموت والعودة الى التراب. وجود مريم الشّابة قرب الأمّ العجوز هي شهادة لقيمة الحياة ولكرامة العجوز، هو إعلان لقدرة الله على العمل في حياتنا منذ لحظة تكوّنها حتى لحظة انتقالها الى بيت الآب

إن عودة الأقارب والجيران الى بيت أليصابات كان "لكي يفرحوا معها". إن الرّب يتدّخل ليس فقط في حياة الأم الخاصّة، بل الى حياتها الأجتماعيّة أيضاً: لقد لمس الله جرح العجوز الوالدة فشفاها، ولمس قلب أقاربها وجيرانها، فأعادهم الى العلاقة الطبيعيّة معها، لا علاقة الشفقة والفوقيّة، بل علاقة المشاركة في فرح الآخرين


وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ جَاءُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ وَسَمَّوْهُ بِاسْمِ أَبِيهِ زَكَرِيَّا. فَقَالَتْ أُمُّهُ: «لاَ بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا». فَقَالُوا لَهَا: «لَيْسَ أَحَدٌ فِي عَشِيرَتِكِ تَسَمَّى بِهَذَا الاِسْمِ». 
إن ختانة الطفل قد تمّت تماماً بحسب ما يقتضيه ناموس موسى، في اليوم الثامن كما نجد في تك 17، 11-12؛ لا 12، 3؛ هو يوم دخول يوحنّا في عداد شعب الله وفي بالتالي صار من الواجب عليه أن يعيش بحسب ناموس الله وعهده. لقد كان من عادات اليهود إعطاء الإسم في يوم الختان، وكان الإسم يحمل هويّة الطفل المستقبليّة

من المثير للإستغراب أن يسارع الأقارب والجيران الى إعطاء إسم للمولود، هم الّذين على ما يبدو لم يكونوا على علم بحبل أليصابات، بل نجدهم يظهرون للمرّة الأولى يوم مولد يوحنّا، وها هم الآن يسرعون ليأخذوا مكان الوالدين

إن هذه الإشارة الى تدخّل الآخرين ينطوي على رسالة يريد لوقا إيصالها، رسالة تتخطى مجرّد الحشريّة أو تدخّل الآخرين في ما لا يعنيهم. إن الأقارب والجيران هنا يمثّلون الجماعة التي لم تدخل في منطق مخطّط الله الخلاصيّ: يريدون من يوحنّا أن يبقى كاستمراريّة لزكريّا، أن يشكّل جزءاً من ماضي شعب الله، أن ينغلق على تاريخ والده، أن يصبح ربّما كاهناً مثله بما أنّه من سبط لاوي. أراد المجتمع أن يطبع يوحنا بطابعه الخاص، ونسي أن ليوحنّا قصّته الخاصّة. زكريّا يعني "الله تذكّر"، ويوحنّا "الله تحنّن"، لقد تذكّر الله زكريّا برأفته وأرسل يوحنّا السابق من نسله ليعلن مجئ المسيح، ولكن إرادة الله لم تكن أن يبقى يوحنّا مغلقاً في قصّة زكريّا، بل أراده أن يكون علامة لرحمة الله لشعبه

كم من المرّات نطبع أولادنا وأبناء مجتمعنا بطابعنا الخاص، نفرض عليهم مخّططنا، نريدهم أن يصبحوا كما نريد، وننسى أن لكلٍّ منهم قصّته مع الرّب، وأن الله هو السّيد الوحيد على حياتهم، وهو الّذي يشركهم في مخطّطه بالطريقة التي يراها حسنة

أمّا أليصابات فسارت عكس التيّار: "ما من أحد في عشيرتك يدعى بهذا الإسم" قالوا لها. "إن كنت لا تريدين إعطاء الولد اسمَ أبيه، فسمّه باسم واحد من عشيرتك". فاليصابات تنتمي الى واحدة من أرفع أسباط إسرائيل كرامة: إنّه سبط لاوي، عشيرة الكهنة خدّام الهيكل، ومنها خرج العديد من أبطال إسرائيل وقوّادها، فلماذا لا يحمل يوحنّا اسم واحد منهم. إن لم يكن ممكناّ أن يكون يوحنّا استمراريّة لأبيه، فليكن على الأقلّ استمراريّة لشعبه، لمحيطه، ليكن نسخة عن آخرين دون هويّة خاصّة ودون دعوة تميّزه

لقد علمت اليصابات أن الرّب يدعو ابنها الى المشاركة في مخطّط يتخطّى جبال اليهوديّة ووظيفة زكريّا أبيه، هو معدّ ليكون بأسره لله، مثل اسحق الّذي وُلد لسارة العجوز، مثل صموئيل الّذي وُلد لحنّة العاقر، لذلك فضّلت أن تقدّم إرادة الله على مخطّطها الخاص لإبنها، لأنّها علمت أن ابنها هو عطيّة الله، وأن الله يحضّر له الأفضل

كم من المرّات نحن نقرّر مستقبل أولادنا، نريدهم أن يكونوا نسخة عنّا، أو أن يحقّقوا أحلامنا الخاصّة، ننسى أن اولادنا هم عطيّة الله، وهو الّذي يرسم مخطّطه الخلاصيّ في حياتهم. إن ثقتنا بالله يجب أن تنعكس ثقة باولادنا، فاحترامنا لدعوتهم، وثقتنا بقدرتهم على تحقيق أحلامهم، بمرافقتنا ودعمنا وصلاتنا، بالنصح لا بالفرض، بالحوار لا بالإكراه، هي إعلان للجميع أنّنا نؤمن بالله، وبحضوره في حياتنا وحياة أبنائنا وبمرافقته لنا


ثُمَّ أَوْمَأُوا إِلَى أَبِيهِ مَاذَا يُرِيدُ أَنْ يُسَمَّى. فَطَلَبَ لَوْحاً وَكَتَبَ: «ﭐسْمُهُ يُوحَنَّا». فَتَعَجَّبَ الْجَمِيعُ. وَفِي الْحَالِ انْفَتَحَ فَمُهُ وَلِسَانُهُ وَتَكَلَّمَ وَبَارَكَ اللهَ
لقد التجأ الأقارب الى زكريّا كحلّ أخير ليبتّ بأمر الإسم، علّه هو أيضاً يسير في خطّتهم، يساعدهم في رسم مستقبل ابنه وهوّيته. إنّما زكريّا الّذي دخل في صمت الوجود بعد شكّه بقدرة الله على تغيير حياته وإعطاء وجوده معنى، لم يشأ أن يخالف وصيّة الله هذه المرّة، بل أطاع إرادة الله في حياته. بقبوله مخطّط الله وعمله في مستقبل يوحنا، إنتقل زكريّا من حالة الصمت الداخلي، لا صمت التأمّل والصلاة، صمت اللّقاء بالله في المخدع الداخليّ، بل صمت الموت والعدم، فرفضنا لإرادة الله تغلقنا على ذاتنا، على فراغنا، على عقمنا. لقد قبل الله في حياته فانطلق لسانه وبارك الله، تماماً كما انطلق لسان مريم بنشيد التمجيد حين قبلت إرادة الله في حياتها. لقد دخل زكريّا في منطق الله الخلاصي، وعلم إن ارادة الخالق هي محورية في حياته وفي مستقبل اسمه


فَوَقَعَ خَوْفٌ عَلَى كُلِّ جِيرَانِهِمْ. وَتُحُدِّثَ بِهَذِهِ الأُمُورِ جَمِيعِهَا فِي كُلِّ جِبَالِ الْيَهُودِيَّةِ فَأَوْدَعَهَا جَمِيعُ السَّامِعِينَ فِي قُلُوبِهِمْ قَائِلِينَ: «أَتَرَى مَاذَا يَكُونُ هَذَا الصَّبِيُّ؟» وَكَانَتْ يَدُ الرَّبِّ مَعَهُ
لا يجب أن نفهم أن سبب هذا الخوف هو انطلاق لسان زكريّا فقط، فلوقا يستعمل هذه العبارة ليصف ردّة فعل من لم يعرف المسيح في حياته إزاء تدخّل إلهيّ، فنجد هذه العبارة في أع 5، 15. 11؛ وفي لو 5، 26؛ 7، 16؛ 8، 37؛ أع 2، 43؛ 5،5

إن هذا الخوف هو رعدة الحضور الإلهيّ، حين يلمس الإنسان عمل الله في حياته، حين يعلم أنّه ليس وحده في هذا الكون، ولا يمكنه أن يتّخذ قراراته ويقوم بخياراته بمعزل عن الله. هذا الخوف هو فعل يقظة، حين يعلم الإنسان أن خياراته لا بدّ أن تتمّ على ضوء إرادة الله في التاريخ وفي الإنسان.

إن خروج زكريّا من صمته قد أصبح أكثر من معجزة شفاء، صار علامة لكلّ سكان جبال اليهوديّة، لم يتكلّموا عنها فقط بل أودعوها قلوبهم. لقد نجح الله في كسر قساوة قلوبهم، دخل الى حياتهم وأودع فيها رسالته، رسالة لن يفهما الشعب الاّ في المستقبل، حين يخرج يوحنّا الى الصحراء ليعلن أن قد اقترب الملكوت، داعياً الى التوبة والعودة على الله الملك الأوحد، ويعلن أمام الجميع أن ها قد وصل يسوع، تتمّة النبوءات ومُنتَظر الشعوب، "حمل الله الّذي جاء يحمل خطيئة العالم".


في تلك الأيّاميشير لوقا في هذه العبارة الزمنيّة الى سرعة مريم في الإنطلاق الى زيارة نسيبتها الطاعنة في السّن. وقد استعمل لوقا كلمة أخرى "مسرعة" ليشدّد على سرعة إنطلاقها. ما يلفت انتباهنا هو أن مريم لم تفكّر في ما قد حصل في أحشائها، لم تخف مما قد يحصل لها، ما قد يقوله الناس عنها، أو عن ردّ فعل يوسف خطّيبها. هي المرأة المؤمنة، تعلم أن الله لن يتركها، هو لا يخذلها مطلقاً. جلّ ما قامت به بعد بشارتها هو الإنطلاق. فعل الإنطلاق هذا هو مختصر حياة مريم، لقد بدأت مسيرة لن تنتهي طوال حياتها، مسيرة التتلمذ لإبنها

لقد عرفت مريم أن الجواب الحقيقيّ التي يمكنها أن تعطيه لله الّذي تدخّل في تاريخها وحضّر لها "النصيب الأفضل" هو الإنطلاق نحو الآخر. إن النَعَم الحقيقيّة التي نقولها للرّب حين نقبله في حياتنا تجد ضمانتها وبرهانها في إنطلاقنا نحو الآخر، في خدمة الآخر ومحبّته

لقد اختصرت مريم في زيارتها لأليصابات كلّ مسيرة التتلمذ المسيحيّ، فأصبحت معلّمة لنا في التتلمذ وفي الإيمان: لقد سمعت كلمة الله وأمنت بها، قبلتها في قلبها وحملتها الى الآخرين. في هذا العمل نجد دعوتنا المسيحيّة: يتدخّل الله في حياتنا، يدعونا، فنؤمن ونقبل الدعوة، نثق بالله، ونضع هذه الدعوة في خدمة الآخرين، نحمل اليهم كلمة الله ونبشّر بها، لا بالكلام فقط، بل خاصّة بالعمل، بالمحبّة وبالخدمة

إن الإيمان هو دوماً فعل انطلاق نحو الآخر، هو خروج من وحدتنا وانعزالنا. أن نؤمن يعني أن نكون دائماً في علاقة مع الآخر المختلف: مع الآخر- الله، نؤمن به ونقبله في حياتنا مع كلّ ما يستلزم هذا الأمر من تضحيات ومجهود يوميّ، ونقبل الآخر- الإنسان، نقبل قريبنا رغم اختلافه ولأنّه مختلف. أحبّه كما أحبّني الله رغم اختلافي، رغم خطيئتي، رغم كبريائي

انطلقت مريم الى جبال اليهوديّة،و"جبال اليهوديّة" هي استمراريّة لجبال أفرائيم التي نجدها في سفر صموئيل الأوّل الّذي يخبرنا عن دعوة صموئيل. وتجدر الإشارة الى الشبه المقصود بين ولادة يوحنّا وولادة صموئيل: المكان نفسه، الأب الكاهن، الوالدين العاقرين ودعوة الولدين النبوّية. لقد أُعطي داود الوعد بأنّ من نسله سوف يأتي من يحلّ على عرشه الى الأبد، ويوحنّا هو الّذي جاء يعلن وصول هذا الوريث. لذلك سارت مريم من الناصرة الى جبال يهوذا، مسيرة طويلة جدّاً حتى لمن يسيرها اليوم بالسيّارة أو بالقطار، مسيرة شاقّة وطويلة تعبّر عن رحلة الإيمان التي نسيرها كلّ يوم خلف الرّب: درب طويلة وشاقّة، لا ضمانات فيها ولا تسهيلات، مخاطر، ألم، خوف أحياناً، الشعور بالوحدة، التعب، إنّما يبقى الرجاء ضمانة خلاصنا، نعلم أن الله يقودنا ويعتني بنا وينتظرنا. هذه هي رحلة مريم من الناصرة الى جبال يهوّذا، تختصر مسيرة حياتها كلّها، مسيرة إيمانها، مسيرة نجحت في إنجازها فاستحقّت أن تكون التلميذة الوفيّة ومعلّمتنا في التتلمذ للرّب ابنها وإلهها

حين سمعت اليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنهالقد استعمل لوقا فعلا غير اعتيادي ليقول أن الجنين قد تحرّك، فعل استعمله العهد القديم ليصف داود الّذي كان يرقص أمام تابوت العهد (2صم 6، 16). كما قلنا سابقاً، هناك العديد من نقاط الشبه بين إنجيل لوقا وسفر صموئيل الأوّل، وهذا الشبه مقصود من الناحية اللاّهوتيّة، ليعلن لوقا أن يسوع الموجود في حشا مريم هو المسيح الوريث، الّذي جاء يجلس على عرش داود الى الأبد. وهنا نجد إشارة ثانية الى سفر صموئيل: تابوت العهد الّذي يعود الى أرض إسرائيل وداود يرقص أمامه. مريم هي تابوت العهد الّذي يحتوي وصيّة الله، كلمة الله المتجسّدة

وامتلأت أليصابات من الروح القدسلقد اختبرت أليصابات العنصرة مسبقاً، فدون عمل الروح القدس ما كان ممكناً أن تدرك حقيقة ما يحصل مع مريم. حلول الرّوح القدس جعلها تفهم، جعلها تؤمن، لقد اختبرت شخصيّاً عمل الرّب في حياتها، إنّما ما تراه أمامها يفوق كلّ تخيّل. أمكنها أن تفهم قدرة الرّب في أن يجعل رحمها العقيم يعطي طفلاً، فقد حصل هذا الأمر من قبل مع أمّها في الإيمان حنّة والدة النبيّ صموئيل في شيخوختها. لكن كيف يمكنها أن تؤمن أن البتول تعطي طفلاً، وأن العذراء تصبح أمّاً، فهذا الأمر لا يمكن لعلم أن يشرحه ولا لعقل أن يفسّره. وحده الروح القدس كان قادراً على إنارتها لتؤمن، وحده الروح القدس يعطي الإيمان، ووحده الإيمان يجعلنا نقبل حقيقة التجسّد

مباركة أنت بين النساء، ومبارك ثمرة بطنكهنا يخرجنا لوقا من إطار الكتب التاريخيّة، وتحديداً سفر صموئيل، ويعيدنا الى سفر الخروج. من خلال استعمال اليصابات لكلمة "إمرأة" و"ثمرة" يتّضح لنا هدف لوقا اللاّهوتي: مريم هي حوّاء الجديدة بدل حوّاء القديمة. حّواء الأولى نالت اللّعنة والشّقاء والولادة بالألم. حوّاء الجديدة، مريم البتول، نالت البركة، فهي "المباركة بين النساء"، نالت البركة ونعمة الأمومة الحقّة. حوّاء القديمة قتل ابنها أخاه وابن مربم قدّم ذاته بدلاّ عن إخوته. حوّاء ماتت بسبب رغبتها المتكبّرة في أكل ثمرة الحياة، ومريم العذراء أطاعت الرّب فحلّت ثمرة الحياة في أحشائها، ثمرة دعتها اليصابات "مباركة"، لأنّ جميع الأجيال تسجد لها، ثمرة جسد الرّب يسوع ودمه الّذي تكوّن في مريم العذراء. إن كان الرّب يسوع هو الثمرة المباركة، فمريم تصبح شجرة الحياة الجديدة، المزروعة في وسط الجنة تقدّم ثمرتها للأجيال كلّها، والأجيالُ كلُّها تكرّمها من أجل الثمرة التي تعطيها

من أين لي أن تأتي اليّ أم ربيّ؟:هذا السؤال نجده أيضاً في سفر صموئيل الثاني، وهو ما يؤكّد ما قلناه سابقاً، فداود قد صرخ أيضاً: "من أين لي أن يحلّ تابوت الرّب عندي؟" (2صم 6: 9). هنا يجد الإكرام لمريم معناه الحقيقي، مريم تُكرّم لأنّها تابوت العهد، حاملة الإبن. عقيدة الكنيسة الكاثوليكيّة تتّضح على ضوء صرخة اليصابات: "من أين لي أن تأتي اليّ أم ربيّ". مريم تكرّم لأنّها أمّ المسيح وحاملته، وجود مريم لدى اليصابات هو وجود المسيح لديها، ووجود مريم في حياتنا يعني وجود الرّب معنا

ما أن وقع سلامك في أذني أرتكض الجنين في بطني فرحاًيعيد لوقا مرّة أخرى ما قاله لنا في الآية 41، بصيغة المتكلّم، إنّما مع إضافة صغيرة ومهمّة. لقد أعطت اليصابات سبب ارتكاض الجنين في بطنها: "من الفرح". إن لقاء الرّب لم يجلب لأليصابات ولا لطفلها الخوف او القلق، بل جلب الفرح. وحلول الرّوح القدس على أليصابات جعلها تميّز سبب ارتكاض الجنين. إن لقاء الرّب لا يمكن إلاّ ان يجلب الفرح. لقاؤنا مع الرّب لا يمكنه أن يجلب الحزن لأنّ الربّ يحلّ في قلبنا ليحرّره، هو وحده القادر على ملء قلبنا وإعطائه الفرح، السعادة الحقيقيّة، سعادة رغم المصاعب، رغم المشقّات، رغم التضحيات. حياة أليصابات وحياة مريم لن تكونا بعد اليوم سهلتين، فهما تبدآن معاً درب تضحية وألم، إنّما الفارق بينهما وبين الأخريات هو الفرح الّذي يعطيهما إيّاه وجود الرّب، والثقة التي يملأها بها الرّب قلبيهما. هذا هو الإيمان: أن أحيا السعادة رغم الألم، والمصاعب ومحن الحياة المختلفة

لم تخف أليصابات من إخبار مريم بما حلّ بها، والإعلان هذا هو نتيجة حتمية للمسة الرّب لقلبها. فكما كان الإنطلاق الى الخدمة ردّ فعل مريم على بشارة الملاك لها، كان إعلان اليصابات لما حصل معها هو فعل إيمان واعتراف بعظمة تدخّل الله في حياتها. لا يمكن لنا أن نبقى صامتين بعد أن يلمسنا الرّب، ففرح لمسته هو فرح ينطلق نحو الآخر، لا يقدر أن يبقى مغلقاً على ذاته. هو فرح مُعدٍ، يخرج منا ليملأ الآخرين

طوبى لها من آمنت، إن كلمة الله لها ستتمإن ترجمة هذه الآية قد وجدت اختلافاً بين الشرّاح، إذ يمكن فهمها من ناحية السبب: "طوبى لها من أمنت لأنّ كلمة الله لها ستتم" وبالتالي يصبح إتمام وعد الله لها يرتبط بإيمانها، ويمكن فهمها بمعنى أن تمام وعد الله هو سبب طوبى مريم وفرحها، وبالتالي تصبح الترجمة: "طوبى لها من آمنت إن وعد الله لها سيتمّ". مهما كان المعنى المقصود، فهو يوصلنا الى نتيجة واحدة: إن إيماننا هو الّذي يجعلنا نحافظ على وجود الله في حياتنا ويقوّينا لنحافظ عليه، ومن ناحية أخرى، أن كلمة الله في حياتنا هي التي تعطينا الطوبى، أي السعادة الحقة، وتعطي وجودنا معناه العميق

إن حدث الزيارة هو مثال لكلّ مؤمن، وهوصورة عن اختبارنا الشخصيّ مع الرّب. نسمع كلمة الرّب ونقبل مخطّطه في حياتنا، فننطلق الى الخدمة: لا إيمان دون أعمال، فالأعمال هي تجسيد لإيماننا تماماً كما كان المسيح تجسّد لإرادة الله المخلّصة

لا إيمان دون عمل الروح، فالروح القدس هو الّذي يجعلنا نميّز إرادة الله في حياتنا، هو الّذي يملأ أقصى رغباتنا كما ملأ حشا أليصابات وجعلها تثمر بعد عقم طويل

لا إيمان دون فرح، فالفرح يميّز وجودنا كمؤمنين بالمسيح. لا مكان للحزن في إيماننا، فالمسيح جاء ليعطينا الفرح، وليكون فرحنا كاملاً كما يقول المسيح في إنجيل يوحنا. هو ليس فرح من لا همّ له ولا مصاعب، بل هو فرح يخرج من الرجاء المسيحيّ نفسه، نتألّم، نُجرح، نجرّب، نجاهد، بقلب يملأه الفرح، لأنّنا نعلم أن الرّب لن يخذلنا، فهو دوماً حاضر في حياتنا

لا إيمان دون شهادة، ليس بالأعمال فقط، بل بالإعلان، كما أعلنت اليصابات عمّا حصل معها بسبب حضور الرّب الى بيتها والى حياتها. هذه الشهادة هي حالة صلاة دائمة نحياها، نشهد من خلالها للآخرين عن معجزات الرّب التي أتممها في تاريخنا الشخصيّ وفي حياتنا

يبقى هذا الإنجيل إنجيل الشهادة للحياة، ولقيمة الحياة منذ لحظة تكوّنها الى لحظة انتقالها الطبيعي الى بيت الآب. نجد هنا الجنين والصبيّة والعجوز، كلّهم يتساوون في القيمة، كلّهم أحياء، موجودون، يحقّقون دورهم: لقد شهد الجنين لوجود الرّب قبل أن يولد، وشهدت العجوز لأعاجيب الرّب في حياتها، والبتول قد حملت الرّب الجنين وانتقلت به الى الآخرين. هي قيمة الحياة تتجلّى كقيمة مطلقة لا يحقّ لأحد المساس بها، فهو كائن، مخلوق على صورة الله، ابن لله، ذو قيمة مطلقة ويحمل معه مخطّطات الرّب الخلاصيّة. هل كان من الممكن أن تجهض اليصابات يوحنّا؟ هل كان ممكناً أن تجهض مريم يسوع؟ هل يحقّ لنا أن نجهض إرادة الله في حياتنا؟