Contact

mail@gemini-theme.com
+ 001 0231 123 32

Follow

Info

All demo content is for sample purposes only, intended to represent a live site. Please use the RocketLauncher to install an equivalent of the demo, all images will be replaced with sample images.

السنة الطقسية

  • 0 السنة الطقسية
  • 00 بدء السنة الطقسية
  • 01 زمن الميلاد المجيد
  • 02 زمن الدنح
  • 03 اسابيع التذكارات
  • 04 زمن الصوم
  • 05 اسبوع الآلام
  • 06 زمن القيامة
  • 07 زمن العنصرة
  • 08 زمن الصليب
  • 09 أعياد مختلفة

·         تتألّف السنة الليتورجيّة المارونيّة من سبعة أزمنة تساعد جماعة المؤمنين على عيش سرّ يسوع المسيح في حياتهم الكنسيّة.  هي أزمنة سبعة تعيد ليتورجيّاً حياة السيّد المسيج وعمله، موته وقيامته وصعوده الى السماء واستمراره في حياة الكنيسة من خلال عمل الروح القدس.

تبتدئ السنة الطقسية المارونيّة بالأحد الأوّل من تشرين الثاني، أحد تجديد البيعة.
السنة الطقسية ليست تكراراً روتينياً للمناسبات والأعياد بل هي حركة لولبية تصاعدية. أي كل سنة تعيش الكنيسة ويعيش المؤمن اختبار أكثر عمقاً و أكثر إيماناً و أكثر ارتقاءً بمشروع المسيح حتى الوصول الى ملء قامته.

·         السنة هي دعوة كي يتقدس الزمن لأن سيد الزمن هو القدوس الله: الآب و الابن و الروح القدس

·         تنقسم السنة الطقسيّة الى سبعة أزمنة:

زمن الميلاد -زمن الدنح -زمن الصوم -زمن الآلام -زمن القيامة -زمن العنصرة -زمن الصليب 

 

Read More
 بدء السنة الطقسية  
متّى 16: 13 - 20  عب 9: 1 -12  أحد تقديس البيعة 
يو 10: 22 - 42  عب 9: 11 - 15  أحد تجديد البيعة 

 

Read More

زمن الميلاد المجيد

لو 1: 1 - 25

روما 4: 13 - 25

أحد بشارة زكريّا

لو 1: 26 - 38

غل 3: 15 - 22

أحد بشارة العذراء

  لو 1: 39 - 45

  أف 1: 1 - 14

أحد زيارة العذراء لإليصابات

  لو 1: 57 - 66

  غل 4: 21 - 5: 1

أحد مولد يوحنّا المعمدان

  متّى 1: 18 - 25

  أف 3: 1 - 13

أحد البيان ليوسف

  متّى 1: 1 - 17

  روما 1: 1 - 12

أحد النّسبة

  لو 2: 1 - 29

  عب 1: 1 - 12

عيد الميلاد المجيد

  متّى 2: 1 - 12

  رؤ 21: 9 -10، 21 - 27

الاحد الأول بعد الميلاد

  لو 2: 41 - 52

  عب 7: 11 -19

أحد وجود الربّ في الهيكل

Read More
 

 

زمن الدنح

يو 3: 15 -22

تيطس 2: 11 - 3: 17

عيد الدنح المجيد، 6 ك2

يو 1: 29 - 34

كور2   10: 1 - 11

الأحد الأول بعد الدنح

يو 1: 35 - 42

كور2   4: 5 - 15

الأحد الثاني بعد الدنح

يو 3: 1 - 16

غلا 3: 23 - 29

الأحد الثالث بعد الدنح

-

-

الأحد الرابع بعد الدنح

Read More

 

 

زمن الصوم

يو 2: 1 - 11

روم 14: 14 - 23

أحد مدخل الصوم، عرس قانا الجليل

  متّى 6: 16 - 21

  كور2   5: 20 - 6: 7

إثنين الرماد

  مر 1: 35 - 45

  روم 6: 12 - 18

الأحد الثاني، شفاء الأبرص

  لو 8: 40 - 56

  كور2   7: 4 - 11

الأحد الثالث، شفاء المنزوفة 

  لو 15: 11 - 32

  كور2   13: 5 - 13

الأحد الرابع، مثل الإبن الشاطر

  مر 2: 1 - 12

  تيم1   5: 24 - 6: 5

الأحد الخامس، شفاء المخلّع

  مر 10: 46 - 52

  كور2   10: 1 – 7

الأحد السادس، شفاء الأعمى

يو 12 : 12 - 22 فل 1: 1  - 13 احد الشعانين
Read More

 

أسبوع الآلام

مت 21: 17 - 27

عب 6: 1 - 9 

الاثنين من اسبوع الآلام

لو 13 : 22 - 30 تسا1 2 : 13 - 17 الثلاثاء من أسبوع الآلام

يو 11: 47 - 54

عب 2: 5 - 12

أربعاء أيّوب

لو 22: 1 - 23

كور1   11: 23 - 32

خميس الأسرار 

يو 19: 31 - 37

 عب 12: 12 - 21

يوم الجمعة العظيمة 

متّى 27: 62 - 66

روم 5: 1 - 11

سبت النّور 

 
Read More
   زمن القيامة المجيدة
مر 16: 1 - 8   كور1   15: 12 - 26 أحد القيامة المجيدة  
 يو 20: 26 - 31    كور2   5: 11 - 21

الأحد الجديد

 لو 24: 13 - 35  تيم2   2: 8 - 13  الأحد الثالث من زمن القيامة 
 يو 21: 1 - 14  عب 13: 18 - 25  الأحد الرابع من زمن القيامة 
 يو 21: 15 - 19  أف 2: 1 - 10  الأحد الخامس من زمن القيامة 
 لو 24: 36 - 48   روم 10: 1 - 13  الأحد السادس من زمن القيامة 
 مر 16: 15 - 20  رسل 1: 1 - 14  خميس الصعود 
  يو 13: 31 - 35   أف 1: 15 – 23 الأحد السابع من زمن القيامة 
 
Read More

 

زمن العنصرة
يو 14: 15 - 20  أع 2: 1 - 21  أحد العنصرة 
متّى 28: 16 - 20  روم 11: 25 - 36  الأحد الثاني، أحد الثالوث الأقدس 
 يو 14: 21 - 27    كور1   2: 1 - 10  الأحد الثالث من زمن العنصرة 
لو 10: 21 - 24   كور1   2: 11 - 16  الأحد الرابع من زمن العنصرة 
متّى 10: 1 - 7   فل 3: 7 - 14  الأحد الخامس من زمن العنصرة 
متّى 10: 16 - 25  كور1 12: 12-13، 27-30  الأحد السادس من زمن العنصرة 
  لو 10: 1 - 7   كور2   3: 1 - 6  الأحد السابع من زمن العنصرة 
 متّى 12: 14 - 21   روم   8: 1 - 11  الأحد الثامن من زمن العنصرة 
 لو 4: 14 - 21    كور2   5: 20 - 6: 10  الأحد التاسع من زمن العنصرة 
متّى 12: 22 - 32  كور1   12: 1 - 11 الأحد العاشر من زمن العنصرة
لو 19: 1 - 10 أف   2: 17 - 22 الأحد الحادي عشر من زمن العنصرة
  متّى 15: 21 - 28  أف 3: 1 - 13 الأحد الثاني عشر من زمن العنصرة
لو 8: 1 - 15  كور1 3: 1 -11 الأحد الثالث عشر من زمن العنصرة
  لو 10: 38 - 42   تسا1   2: 1 - 13 الأحد الرابع عشر من زمن العنصرة
 لو 7: 36 - 50  تسا1   1: 1 - 10 الأحد الخامس عشر من زمن العنصرة
  لو 18: 9 - 14   روما 8: 18 - 27 الأحد السادس عشر من زمن العنصرة
لو 10: 25 - 37 روما 13: 8 - 14 الأحد السابع عشر من زمن العنصرة
مر 12: 1 - 12 بط1   1: 22 – 25 الأحد الثامن عشر من زمن العنصرة
 
Read More

زمن الميلاد المجيد

 a7adaoualda7edmilad

الاحد الأول بعد الميلاد

 الرسالة:

(رؤ  21: 9 – 10، 21 - 27)

أتى واحِدٌ من الملائكةِ السَبعَةِ الحامِلينَ الكُؤوسَ السَبْعَ المَلأى مِنَ الضَرَباتِ السَبْعِ الأخيرة، وكَلَّمَني قائلاً: "تعالَ فَأُريكَ المَرْأةَ عَروسَةَ الحَمَل!". ونَقَلَني بالروحِ إلى جَبَلٍ عَظيمٍ عالٍ، فَأراني المَدينَة المُقَدَّسَة نازِلَةً مِنَ السَماءِ، مِن عِنْدِ الله... وأبوابُ المَدينَةِ الاثنا عَشَرَ اثْنَتا عَشْرَةَ لُؤلُؤَة، وكُلُّ واحِدٍ مِنَ الأبوابِ كانَ مِنْ لُؤلُؤَةٍ واحِدَة. وساحَةُ المَدينَةِ مِنْ ذَهَبٍ خالِصٍ كالزُجاجِ الشَفّاف. وَلَمْ أرَ فيها هَيكَلاً، فالرَبُّ الإلَهُ الضابِطُ الكُلَّ والحَمَلُ هُما هَيكَلُها. والمَدينَةُ لا تَحْتاجُ إلى الشَمسِ ولا إلى القَمَر، لِيُضيئَها لَها، فَمَجْدُ اللهِ أنارَها، وَسِراجُها هوَ الحَمَل. فَتَسيرُ الأُمَمُ في نورِها، ومُلوكُ الأرضِ يَحْمِلونَ مَجْدَهُم إلَيها. وأبوابُها لَنْ تُغْلَقَ طَوالَ اليَوم، لأنَّهُ لَنْ يَكونَ لَيلٌ فيها. ويَحْمِلونَ إلَيها مَجْدَ الأُمَمِ وكَرامَتَهُم. ولَنْ يَدْخُلَها أيُّ نَجِسٍ أو فاعِلِ رَجاسَةً وكَذِب، بَل المَكْتوبونَ في كِتابِ الحَياة، كِتابِ الحَمَل.

 

 الانجيل:

(متّى 2: 1 – 12)

ولَمّا وُلِدَ يسوعُ في بَيتَ لَحْمِ اليهوديَّة، في أيّامِ المَلِكِ هيرودُس، جاءَ مَجوسٌ مِنَ المّشْرِقِ إلى أورَشليم، وهُم يَقولون: "أينَ هوَ المَولودُ مَلِكُ اليَهودِ؟ فَقَد رأَينا نَجْمَهُ في المَشْرِق، فَجِئْنا نَسْجُدُ لَه". ولَمّا سَمِعَ المَلِكُ هيرودُس اضطَرَبَ، واضْطرَبَتْ مَعه كُلُّ أورَشليم. فجَمَعَ كُلُّ الأحبارِ وكَتَبَة الشَّعْب، وَسَألَهُم: "أينَ يولَدُ المسيح؟". فقالوا لهُ: "في بَيتَ لَحْمِ اليَهوديَّة، لأنَّهُ هَكَذا كُتِبَ بالنَّبيّ: وأنتِ يا بَيتَ لَحم، أرضِ يَهوذا، لَسْتِ الصُغْرَى بَينَ رؤساءِ يهوذا، فمِنْكِ يَخرُجُ رئيسٌ يَرْعَى شَعْبي إسرائيل". حينئذٍ دَعا هيرودسُ المَجوسَ سِرًّا، وتَحَقَّقَ مِنْهُم زَمَنَ ظُهورِ النَّجْم. ثُمَّ أرسَلَهُم إلى بَيتِ لَحْمَ وقال: "إذهَبوا وابْحَثوا جيِّدًا عنِ الصَبيّ. فإذا وَجَدْتُموه، أخْبِروني لأذْهَب أنا أيضًا وأسجُدَ لَه". ولَمّا سَمِعوا كلامَ المَلكِ انصرفُوا، وإذا النَّجمُ الذي رأَوهُ في المَشرِقِ عادَ يتقدّمُهُم، حتّى بَلَغَ المَوضِعَ الذي كانَ فيهِ الصَّبيّ، وتوقَّفَ فَوقَهُ. فلمّا رأَوا النجمَ فَرِحوا فَرَحًا عَظيمًا جِدًّا. ودخلوا البَيتَ فرَأوا الصَبيَّ مع مريَم أمِّه، فجَثَوا لَهُ ساجِدين. ثمَّ فَتَحوا كُنوزَهُم وقَدَّموا لَهُ هَدايا، ذهَبًا وبَخورًا ومُرًّا. وأُحيَ إلَيهم في الحُلمِ ألاّ يَرْجَعوا إلى هيرودُس، فَعادوا إلى بِلادِهِم عن طريقٍ آخر.

 

 

تأمل في الانجيل:

ينفرد متّى بتقديم قصّة سجود المجوس للمسيح، فرغم المصادر المشتركة مع القديس لوقا الّذي أورد أيضاً أناجيل الطفولة، إلاّ أن هذا النّص يبقى محصوراً بمتّى. إن هذا الأمر يدعونا الى التفكير في أنّ لا بدّ من رابط بين هذا النّص ونصوص العهد القديم، لأنّ متّى كتب الى جماعة مسيحيّة من أصل يهوديّ، ضالعة في معرفة نصوص العهد القديم ومنتظرة للتميم نبوءاته

الى جانب الإشارات المباشرة لنصوص العهد القديم في هذا النّص، أي الآية 6 حيث يستعيد متّى نبوءة ميخا (5، 1-3) والآية 11 حيث يجمع متّى بين سفر المزامير (مز 72، 10-11) ونبوءة أشعيا (60، 6)، نجد أن حدث مجيء المجوس يجد له جذوراً رمزية ونبويّة في العهد القديم تشير الى أهمّية المجيء المسيحانّي. من إهمّ هذه الأحداث في العهد القديم قصّة بلعام وبالاق، التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بلاهوت المجئ المسيحانيّ، وبالنجم الصاعد من يعقوب لخلاص إسرائيل
بلعام النبيّ الغريب وبالاق الملك الموآبيّ (عدد 22-24): نجد عدّة نقاظ شبه بين هذه القصّة وقصّة المجوس وهيرودس. بلعام وبالاق غرباء، المجوس وهيرودس غرباء (هيرودس نصف يهوديّ إرتد الى اليهودية لمآرب سياسيّة). بالاق ملك خاف من شعب إسرائيل فحاول لعنهم بواسطة النبّي الغريب، وهيرودس خاف من ملك اليهود فحاول قتله باحتياله على الأنبياء الغرباء. فشلت حيلة بالاق حين تدخّل الله نفسه وتكلّم مع بلعام، وفشلت حيلة هيرودس حين ترائى في الحلم للمجوس وأمرهم بعدم العودة الى هيرودس. يتكلّم بلعام عن النجم الصاعد من يعقوب (24، 7)، نجم سوف نجده يقود المجوس الى حقيقة المسيح. لقد تدخّل الله وأنقذ شعبه من شرّ الحاكم المتسلّط
وفي التقليدّ الربّينيّ اليهوديّ يرتبط النجم الصاعد بمجيء المخلّصين، فنجد النجم حاضراً في ولادات ابراهيم وإسحق ويعقوب

ولمَّا وُلِدَ يَسوعُ في بَيتَ لَحْمِ اليَهودِيَّةِ، على عَهْدِ المَلِكِ هِيرودُسَ، جاءَ إلى أُورُشليمَ مَجوسٌ مِنَ المَشرِقِ 
يضع الكاتب كلّ عناصر رسالته اللاّهوتيّة في مطلع هذا النّص: ولادة المسيح، مكان الولادة "بيت لحم" مع كلّ ما يمثّل من أهمّية من ناحية نبوءات العهد القديم، اسم الحاكم، وأورشليم مركز الحكم والمكان الّذي سوف يحقّق فيه المسيح الخلاص للجنس البشريّ بموته وقيامته
يستعمل متى اسم يسوع مقترناً ببيت لحم، حرصاً منه على إعلان تتميم نبوءة العهد القديم بأن منها سوف يخرج راعي إسرائيل والمسيح المنتظر ابن داود. هيرودس المذكور هنا هو هيرودس الكبير، وقد مات عام 4 ق.م.، وبالتالي فإن التأريخ المسيحيّ الدقيق لولادة المسيح يجب أن يرجع أقلّه 4 سنوات الى الوراء
يشدّد متّى على لقب هيرودس "الملك"، وذلك لإظهار التناقض بين ملكه وملكوت المسيح الّذي يفتّش عنه المجوس. بسماعه سؤال المجوس "أين هو الطفل، ملك اليهود" يرى هيرودس ملكه ينهار، ويرى الملك الآتي ينافسه، جاء ينقض ما بناه بسنين طويلة من المحاباة والسياسة والرشوة والجرائم التي ارتكبها بحقّ أكثر المقرّبين اليه
فمن هم هؤلاء المجوس؟ إن هذه الكلمة بمعناها الحرفيّ يمكنها أن تأخذ عدّة معاني
- هم كهنة وثنيّون من بلاد فارس، وهذا الأمر يفسّر من ناحية قول متّى "آتون من المشرق"، ومن ناحية أخرى يشير ما يحملونه من هدايا الى المكانة الرفيعة التي كانوا يحتلّونها. لذلك فقد كانوا على الأرجح إمّا من الطبقة الغنيّة الحاكمة، أو من مصاف الكهنة. بهذا الأمر يشير متّى الى ان ممالك الأرض جاؤوا يسجدون للملك الحقيقيّ، وأن الكهنة الوثنيّين وجدوا الحقيقة في كهنوت المسيح الآتي كمسيح الله والمخلّص الأوحد
-
بعض العلماء يعتقدون أن هؤلاء المجوس هم سحرة ومنجّمون وعلماء فلك، درسوا سير النجوم والكواكب ومدى تأثيرها على الكائنات، واعتقدوا أن النجوم يمكنها أن تكون مؤشّراً لأحداث تغيّر وجه التاريخ. إنّما هذا لا يلغي كونهم كهنة، فكهنة الأوثان غالباً ما كانوا سحرة وضليعين بحركة الأجرام السماويّة وسيرها

من المشرق
لم يحدّد متّى مصدر هؤلاء المجوس، بل اكتفى بالقول أنّهم من المشرق، وذلك على الأرجح لإعطاء البعد الخلاصيّ الشامل لمجيء المسيح. الآتي من الشرق عادة هو الغازي الّذي يدمّر إسرائيل ويسبي الشعب، هو البابليّ أو المصريّ أو الفارسيّ. الى جانب هذه الإثنيّات الثلاثة، يسمّى اليهود أيضاً بلاد العرب ببلاد المشرق أيضاً، وبالتالي فإن المسيح قد أشرق بنوره على الشعوب كلّها، ليطال الجميع الخلاص الإلهيّ
إنّما إذا أردنا أن نبحث في هويّة هؤلاء المجوس، فالتقليد يرجّح أصولهم الفارسيّة. إنّما إذا أخذنا بعين الإعتبار أن هؤلاء المجوس كانوا ملمّين بنبوءات إسرائيل ويعرفون أن جيرانهم كانوا ينتظرون المسيح الملك، فلا بدّ أن ينتموا الى شعب تثاقف مع اليهود. نعلم أن البابليّين كانوا الأكثر اطّلاعاً بسبب عدد اليهود الكبير الّذي بقي في بلاد ما بين النهرين بعد السبي (راجع دان 2، 48؛ 5، 11). 

وقالوا: أينَ هوَ المَولودُ، مَلِكُ اليَهودِ؟ رَأَيْنا نَجْمَهُ في المَشْرِقِ، فَجِئْنا لِنَسْجُدَ لَه 
إن هذا هو الإستعمال الوحيد للقب "ملك اليهود" في انجيل متّى خارج إطار إناجيل الآلام، حيث نجدها تُستعمل دائماً في إطار السخرية وموضوعة دوماً على شفاه الوثنيّين (27، 11؛ 29، 37). هنا أيضاً نجد اللقب على شفاه الوثنيّين إنّما ليس في إطار السخرية إنّما في إطار إعلان مسيحانيّة يسوع بواسطة من هم من خارج شعب إسرائيل. إنّها مقدّمة لما سوف يتمّمه يسوع في المستقبل، فمكان تواجد المجوس هو أورشليم وليس بيت لحم، وهناك يعلنون أن المسيح هو ملك اليهود، وهو الآتي ليخلّص اسرائيل والأمم. لقد شاء متّى إراديّاً أن يضع عناصر الآلام كلّها في إنجيل الطفولة هذا: أورشليم، ملك اليهود، وفكرة السجود التيّ يتمّمها هنا المجوس والتي سوف يقوم بها سخرية الجنود الرومان في أناجيل الآلام

وسَمِعَ المَلِكُ هِيرودُسُ، فاَضْطَرَبَ هوَ وكُلُّ أُورُشليمَ فجَمَعَ كُلَّ رُؤساءِ الكَهَنةِ ومُعَلِّمي الشَّعْبِ وسألَهُم: أينَ يولَدُ المَسيحُ؟
يعيد متّى تكرار لقب هيرودس "الملك"، ليعطي بطريقة غير مباشرة السبب الّذي من أجله اضطرب هيرودس، لقد خاف على ملكه ورأى في المسيح الآتي لا علامة خلاص لشعبه، بل سبب قلق واضطراب: لقد جاء يسلبه مملكته. إن هيرودس هو نصف يهوديّ، إرتدّ الى الدين اليهوديّ وأعلن إيمانه، وإن كان لغاية سياسيّة، إنّما لا بدّ أنّه كان يلمّ، ولو قليلاً، بمحتوى النبوءات وأنتظارات بيت إسرائيل، وعلم أن الجميع كان ينتظر المسيح المخلّص. لقد علم أن هذا الآتي هو المسيح، لذلك سأل رؤساء الكهنة: أين يولد المسيح، وكان الجواب هو العلامة التي أكّدت صحة توقّعاته، هي مدينة داود، ملك إسرائيل ومن نسله يأتي المخلّص. هو الملك الغريب، سارق الحكم، يجد نفسه مهدّداً من المسيح الملك الحقّ والوريث الشرعيّ لعرش داود. بدل أن يكون المسيح مخلّصاً له صار عدوّاً له وسبب خسارة. لقد فضّل هيرودس ملكه على ملك المسيح، وأراد الإحتفاظ بعرشه الّذي جناه بدم أقاربه على أن يستسلم لملكٍ جاء يعلن الخلاص والسلام
فهمنا سبب اضطراب هيرودس، إنّما لماذا اضطربت اسرائيل كلّها معه؟ لا بدّ أن السبب هو أوّلاً خوف الشعب من ردّ فعل الملك على هذه الزيارة غير المتوقّعة، فكلّهم كانوا يعلمون مدى تعلّق هيرودس بكرسيّ المُلك وكم كلّف هذا المركز أقارباً له حياتهم، لذلك اضطربوا هم ايضاً لأنّهم لا بدّ سوف يعانون من ردّة فعل لم يكونوا يعلمون ماهيّتها
من ناحية أخرى كان الشعب يتوقّع أحداثاً عظيمة ومخيفة تسبق مجئ المسيح، لذلك اضطربوا أيضاً، وكان لهذا الإضطراب بعداً رؤيوياً
ويبقى البعد اللاهوتيّ هو الأهم، فكما أن متىّ قد حضّر لموت المسيح وقيامته في إنجيل الطفولة هذا، فقد حضّر أيضاً لرفض سكان أورشليم لمسيحهم المنتظر وإرساله الى الموت صلباً، لذلك كان حضور رؤساء الكهنة وسلطات إسرائيل مهمّاً هنا، فهم يجتمون هنا كما سوف يجتمعون يوم الحكم على يسوع بالموت، يجتمعون حول الملك الأرضي رافضين الملك السماويّ، مسيح الله المنتظر ليخلّص إسرائيل

فأجابوا: في بَيتَ لَحْمِ اليَهودِيَّةِ، لأنَّ هذا ما كَتَبَ النَبِـيُّ
يا بَيتَ لَحْمُ، أرضَ يَهوذا، ما أنتِ الصُّغْرى في مُدُنِ يَهوذا لأنَّ مِنكِ يَخْرُجُ رَئيسٌ يَرعى شَعْبـي إِسرائيلَ 
الى جانب البعد اللاهوتيّ في التشديد على ذكر بيت لحم في الإنجيل، فإن سبباً آخر قد دفع متّى الى ذكر مدينة داود. لقد كان الجدل قائماً في بدايات الكنيسة بين اليهود والمسيحيّين حول هويّة يسوع. فاليهود كانوا ينفون مسيحانيّة يسوع لأنّه من الناصرة، أي من الجليل، لا من بيت لحم اليهوديّة مدينة داود. إن حدث ولادة المسيح في بيت لحم والتشديد على أصوله اليهوديّة هو جواب من متّى على اليهود، إذ يؤكّد لهم من خلال مدينة بيت لحم أن يسوع الناصريّ هو أيضاً يسوع البيت لحميّ، وهو وريث داود
إن الآية التي يعطيها رؤساء الكهنة والكتبة لهيرودوس هي مستقاة من ميخا 5، 1-3 و 2صم 5، 2 وفيها التشديد على المسيح الرأس والراعي وهما الصفتان الرئيسيّتان للمسيح بحسب ما كان ينتظر اليهود، فوحده المسيح هو الملك الحقّ والأبديّ الّذي سوف يملك على آل إسرائيل ولن يكون لملكه انقضاء، وهو وحده الراعي الصالح الّذي يبذل ذاته في سبيل قطيعه وصولا الى الموت مكانه
إن استدعاء هيرودس للمجوس يشير أيضاً الى مكانتهم الرفيعة، فهم ليسوا مجرّد عرّافين آتين الى أرض اليهوديّة يركضون خلف وهم، بل لا بدّ أنّهم كانوا من الطبقة الرفيعة في شعبهم. إن اهتمام هيرودس بأمرهم يشير، ليس فقط الى قلقه من ولادة مسيح مزعوم قد يثير اضطرابات جديدة في أرضه، بل أن هذا المسيح الطفل قد بدأ يثير اهتمام علماء ونبلاء من شعوب أخرى، وهو على الصعيد السياسيّ أمر بغاية الخطورة بالنسبة لهيرودس، وهو يريد أن يلغي كلّ سبب فتنة واضطراب

فَدَعا هيرودُسُ المَجوسَ سِرًّا وتَحقَّقَ مِنْهُم مَتى ظَهَرَ النَّجْمُ، 
ثُمَّ أرسَلَهُم إلى بَيتَ لَحْمَ وقالَ لَهُم: اَذْهَبوا واَبْحَثوا جيَّدًا عَنِ الطِّفلِ. فإذا وجَدْتُموهُ، فأَخْبِروني حتّى أذهَبَ أنا أيضًا وأسْجُدَ لَه 
لقد أرسلهم الى الطفل وطلب منهم أن يعودوا اليه ليذهب هو أيضاً ويسجد له. إن هيرودس الثعلب يريد بحيلته أن يستعمل حكمة المجوس للوصول الى مأربه: قتل المسيح المنتظر
يشير متّى الى واقع أن الملك قد دعا المجوس سرّاً، فبدهائه السياسيّ فضّل هيرودس أن ييقيّ مخطّطه طيّ الكتمان، قرّر إبادة الطفل دون إخبار أهل أورشليم تلافياً لثورة الجماعات المسيحانيّة، أي الّذين كانوا ينتظرون خلاص إسرائيل من أيدي المحتلّين على يد مسيحهم المنتظر. خطّط هيرودس لدقائق الأمور، أقفل باب قلبه امام إرادة الرّب، أعلن ضمنيّاً رفضه لأقوال أنبياء إسرائيل وقرّر قتل المسيح المنتظر. أراد قتل المسيح تحت ستار العبادة له، أعلن إيمانه أمام الشعب، لكنّه في الواقع كان غير مؤمن، لا بل كان يطمح لقتل المسيح وعدم السماح له بولوج عتبة تاريخ إسرائيل

فلمَّا سَمِعوا كلامَ المَلِكِ اَنْصَرَفوا. وبَينَما هُمْ في الطَّريقِ إذا النَّجْمُ الّذي رَأَوْهُ في المَشْرقِ، يَتَقَدَّمُهُمْ حتّى بَلَغَ المكانَ الّذي فيهِ الِّطِفلُ فوَقَفَ فَوْقَه. فلمَّا رَأوا النَّجْمَ فَرِحوا فَرَحًا عَظيمًا جِدًّا 
لقد ظهر النجم من جديد، نجم أبصروه في بلاد الوثنيّين فتبعوه، ولكنّه احتجب فوق سماء أورشليم مدينة داود وعاصمة إسرائيل. احتجب وترك المجوس تائهين، ففي أورشليم لا مكان لنور الرّب الساطع، لأنّ هيرودس ورؤساء الكهنة والكتبة قد أغلقوا الباب أمام المسيح ورفضوا نور خلاصه. ولكن النجم عاد الى الظهور من جديد أمام الوثنيّين المفتّشين عن الحقيقة، الّذين لم يخشوا الإتّجاه الى ملك جديد والى الإله الحقيقيّ، لم ينغلقوا أمام قساوة قلوبهم وأمام كبريائهم بل كانوا باتّضاعهم يعلمون أنّهم لا يملكون الحقيقة كلّها، بل يسعون للتفتيش عنها
لقد فرحوا عندما أبصروا النجم، بعكس هيرودس وسكّان أورشليم الّذين اضطربوا وخافوا. فرحوا لأنّ لقاء الرّب يجلب الفرح لا الخوف. في إنجيل لوقا رأى الرعاة الملائكة يهتفون ويبشّرون بفرح عظيم، وهذا الفرح عينه قد اختبره المجوس الوثنيّون، دون سماع الملائكة وأناشيدهم، فلقاء الرّب يجلب الفرح لمن يفتّش عن الرّب ويقبله في حياته

ودَخَلوا البَيتَ فوَجَدوا الطِّفْلَ معَ أُمِّهِ مَرْيَمَ. فرَكَعوا وسَجَدوا لَه، ثُمَّ فَتَحوا أَكْياسَهُمْ وأهْدَوْا إلَيهِ ذَهَبًا وبَخورًا ومُرًّا
وأنْذَرَهُمُ اللهُ في الحُلُمِ أنْ لا يَرجِعوا إلى هيرودُسَ، فأخَذوا طَريقًا آخَرَ إلى بِلادِهِم
يتميّز متّى عن لوقا بذكره البيت، كما لو أن فكرة أن يسوع قد ولد في مذود لم تكن حاضرة في ذهنه. إن كلمة "بيت" في العهد الجديد، في الأناجيل كما في الرسائل تحمل معنى أعمق من مجرّد البيت العاديّ، فالبيت يرتبط بمفهوم الكنسية بشكل جذريّ، ومتّى يتكلّم رمزياً عن ابتداء دخول الأمم كلّها في حقيقة المسيح وفي جسد كنيسته. إن المجوس قد دخلوا البيت، علامة رمزية للشعوب التي سوف تدخل الى حياة المسيح بباب المعموديّة وتنال الخلاص، شعوب من خارج شعب الله وأرض ميعاده، جاؤوا من المشرق البعيد، من أرض الوثنيّين ليدخلوا في حقيقة المسيح الخلاصيّة
دخلوا فرأوا الطفل مع أمّه مريم: هي معبرّة جدّاً هذه الآية وتحمل في طيّاتها أبعاداً لاهوتيّة مهمّة
-
هو المسيح الطفل، هو الكلمة المتجسّد. إن كلمة الله قد صارت طفلاً حقيقيّاً، أخذت ضعف إنسانيّتنا وولدت من إمرأة إسمها مريم. إن هذه العبارة هي تأكيد على إنسانيّة المسيح الكاملة، لقد أخذ جسداً من إمرأة، وليس مجرّد قناع كما كانت تزعم البدع المتعدّدة. لقد أخذ هويّة، هو ابن مريم العذراء. يتحاشى متّى الكلام عن يوسف هنا ليعطيّ حقّ الأبوّة لله وحده وحقّ الأمومة الحقيقيّة لمريم العذراء
-
مريم هي دليلنا، كما كانت دليل المجوس، الى ابنها. هو حاضر معها، الى جانبها، لا معنى لوجودها دون ابنها، ولا اكرام لها خارج سرّ ابنها. هنا يجد الإكرام المسيحيّ لمريم معناه الأعمق: لقد جاء المجوس ليعبدوا الطفل، فأكرموا مريم أيضاً. أكرموها بعبادة ابنها، أعطوها مكانها الحقّ كوالدة الكلمة بالجسد. هو نفسه اكرامنا لمريم، نكرمها بعبادة ابنها وبالتفتيش عنه في حياتنا. وتبقى هي الدليل لنا للوصول الى ابنها، هي المعلّمة لنا في التتلمذ لابنها وفي الإقتداء به واتّباعه
إن معنى التقادم التّي قدّمها المجوس تبقى مبهمة حتّى اليوم، والذهب هو الأكثر وضوحاً من حيث المعنى، فهي التقدمة المعتادة للملوك ولورثاء العرش حين يولدون. أما المرّ والبخور فقد علّم التقليد المسيحيّ أنّها هدايا رمزيّة: فإن كان الذهب يرمز الى ملوكيّة المسيح، فالبخور يشير الى ألوهته والمرّ الى الآلام المزمع أن يقاسيها حبّاً بنا

لقد أصبح المسيح منذ ولادته وحتى موته وقيامته سبب انقسام بين البشر: منهم من يرفضهم ويسعى الى قتله، الى إزالته من حياته، ومنهم من يسجد له ويقبله ملكاً ومخلّصاً
ليكن لنا المسيح كالنجم الساطع يقودنا على دروب الخلاص ويوصلنا الى بيت الآب، ولتكن مريم الشفيعة والمعلّمة، تقودنا دوماً الى حيث هو ابنها وتعلّمنا كيف يكون التتلمذ الحقّ: وفاء وطاعة وحبّ وخدمة