Contact

mail@gemini-theme.com
+ 001 0231 123 32

Follow

Info

All demo content is for sample purposes only, intended to represent a live site. Please use the RocketLauncher to install an equivalent of the demo, all images will be replaced with sample images.

السنة الطقسية

  • 0 السنة الطقسية
  • 00 بدء السنة الطقسية
  • 01 زمن الميلاد المجيد
  • 02 زمن الدنح
  • 03 اسابيع التذكارات
  • 04 زمن الصوم
  • 05 اسبوع الآلام
  • 06 زمن القيامة
  • 07 زمن العنصرة
  • 08 زمن الصليب
  • 09 أعياد مختلفة

·         تتألّف السنة الليتورجيّة المارونيّة من سبعة أزمنة تساعد جماعة المؤمنين على عيش سرّ يسوع المسيح في حياتهم الكنسيّة.  هي أزمنة سبعة تعيد ليتورجيّاً حياة السيّد المسيج وعمله، موته وقيامته وصعوده الى السماء واستمراره في حياة الكنيسة من خلال عمل الروح القدس.

تبتدئ السنة الطقسية المارونيّة بالأحد الأوّل من تشرين الثاني، أحد تجديد البيعة.
السنة الطقسية ليست تكراراً روتينياً للمناسبات والأعياد بل هي حركة لولبية تصاعدية. أي كل سنة تعيش الكنيسة ويعيش المؤمن اختبار أكثر عمقاً و أكثر إيماناً و أكثر ارتقاءً بمشروع المسيح حتى الوصول الى ملء قامته.

·         السنة هي دعوة كي يتقدس الزمن لأن سيد الزمن هو القدوس الله: الآب و الابن و الروح القدس

·         تنقسم السنة الطقسيّة الى سبعة أزمنة:

زمن الميلاد -زمن الدنح -زمن الصوم -زمن الآلام -زمن القيامة -زمن العنصرة -زمن الصليب 

 

Read More
 بدء السنة الطقسية  
متّى 16: 13 - 20  عب 9: 1 -12  أحد تقديس البيعة 
يو 10: 22 - 42  عب 9: 11 - 15  أحد تجديد البيعة 

 

Read More

زمن الميلاد المجيد

لو 1: 1 - 25

روما 4: 13 - 25

أحد بشارة زكريّا

لو 1: 26 - 38

غل 3: 15 - 22

أحد بشارة العذراء

  لو 1: 39 - 45

  أف 1: 1 - 14

أحد زيارة العذراء لإليصابات

  لو 1: 57 - 66

  غل 4: 21 - 5: 1

أحد مولد يوحنّا المعمدان

  متّى 1: 18 - 25

  أف 3: 1 - 13

أحد البيان ليوسف

  متّى 1: 1 - 17

  روما 1: 1 - 12

أحد النّسبة

  لو 2: 1 - 29

  عب 1: 1 - 12

عيد الميلاد المجيد

  متّى 2: 1 - 12

  رؤ 21: 9 -10، 21 - 27

الاحد الأول بعد الميلاد

  لو 2: 41 - 52

  عب 7: 11 -19

أحد وجود الربّ في الهيكل

Read More
 

 

زمن الدنح

يو 3: 15 -22

تيطس 2: 11 - 3: 17

عيد الدنح المجيد، 6 ك2

يو 1: 29 - 34

كور2   10: 1 - 11

الأحد الأول بعد الدنح

يو 1: 35 - 42

كور2   4: 5 - 15

الأحد الثاني بعد الدنح

يو 3: 1 - 16

غلا 3: 23 - 29

الأحد الثالث بعد الدنح

-

-

الأحد الرابع بعد الدنح

Read More

 

 

زمن الصوم

يو 2: 1 - 11

روم 14: 14 - 23

أحد مدخل الصوم، عرس قانا الجليل

  متّى 6: 16 - 21

  كور2   5: 20 - 6: 7

إثنين الرماد

  مر 1: 35 - 45

  روم 6: 12 - 18

الأحد الثاني، شفاء الأبرص

  لو 8: 40 - 56

  كور2   7: 4 - 11

الأحد الثالث، شفاء المنزوفة 

  لو 15: 11 - 32

  كور2   13: 5 - 13

الأحد الرابع، مثل الإبن الشاطر

  مر 2: 1 - 12

  تيم1   5: 24 - 6: 5

الأحد الخامس، شفاء المخلّع

  مر 10: 46 - 52

  كور2   10: 1 – 7

الأحد السادس، شفاء الأعمى

يو 12 : 12 - 22 فل 1: 1  - 13 احد الشعانين
Read More

 

أسبوع الآلام

مت 21: 17 - 27

عب 6: 1 - 9 

الاثنين من اسبوع الآلام

لو 13 : 22 - 30 تسا1 2 : 13 - 17 الثلاثاء من أسبوع الآلام

يو 11: 47 - 54

عب 2: 5 - 12

أربعاء أيّوب

لو 22: 1 - 23

كور1   11: 23 - 32

خميس الأسرار 

يو 19: 31 - 37

 عب 12: 12 - 21

يوم الجمعة العظيمة 

متّى 27: 62 - 66

روم 5: 1 - 11

سبت النّور 

 
Read More
   زمن القيامة المجيدة
مر 16: 1 - 8   كور1   15: 12 - 26 أحد القيامة المجيدة  
 يو 20: 26 - 31    كور2   5: 11 - 21

الأحد الجديد

 لو 24: 13 - 35  تيم2   2: 8 - 13  الأحد الثالث من زمن القيامة 
 يو 21: 1 - 14  عب 13: 18 - 25  الأحد الرابع من زمن القيامة 
 يو 21: 15 - 19  أف 2: 1 - 10  الأحد الخامس من زمن القيامة 
 لو 24: 36 - 48   روم 10: 1 - 13  الأحد السادس من زمن القيامة 
 مر 16: 15 - 20  رسل 1: 1 - 14  خميس الصعود 
  يو 13: 31 - 35   أف 1: 15 – 23 الأحد السابع من زمن القيامة 
 
Read More

 

زمن العنصرة
يو 14: 15 - 20  أع 2: 1 - 21  أحد العنصرة 
متّى 28: 16 - 20  روم 11: 25 - 36  الأحد الثاني، أحد الثالوث الأقدس 
 يو 14: 21 - 27    كور1   2: 1 - 10  الأحد الثالث من زمن العنصرة 
لو 10: 21 - 24   كور1   2: 11 - 16  الأحد الرابع من زمن العنصرة 
متّى 10: 1 - 7   فل 3: 7 - 14  الأحد الخامس من زمن العنصرة 
متّى 10: 16 - 25  كور1 12: 12-13، 27-30  الأحد السادس من زمن العنصرة 
  لو 10: 1 - 7   كور2   3: 1 - 6  الأحد السابع من زمن العنصرة 
 متّى 12: 14 - 21   روم   8: 1 - 11  الأحد الثامن من زمن العنصرة 
 لو 4: 14 - 21    كور2   5: 20 - 6: 10  الأحد التاسع من زمن العنصرة 
متّى 12: 22 - 32  كور1   12: 1 - 11 الأحد العاشر من زمن العنصرة
لو 19: 1 - 10 أف   2: 17 - 22 الأحد الحادي عشر من زمن العنصرة
  متّى 15: 21 - 28  أف 3: 1 - 13 الأحد الثاني عشر من زمن العنصرة
لو 8: 1 - 15  كور1 3: 1 -11 الأحد الثالث عشر من زمن العنصرة
  لو 10: 38 - 42   تسا1   2: 1 - 13 الأحد الرابع عشر من زمن العنصرة
 لو 7: 36 - 50  تسا1   1: 1 - 10 الأحد الخامس عشر من زمن العنصرة
  لو 18: 9 - 14   روما 8: 18 - 27 الأحد السادس عشر من زمن العنصرة
لو 10: 25 - 37 روما 13: 8 - 14 الأحد السابع عشر من زمن العنصرة
مر 12: 1 - 12 بط1   1: 22 – 25 الأحد الثامن عشر من زمن العنصرة
 
Read More
 زمن الميلاد المجيد

 woujoudalrabfihaykal

احد وجود الرب في الهيكل

الرسالة:

(عب 7: 11 - 19)

لَو كانَ الكَمالُ قَد تَحَقَّقَ بالكَهنوتِ اللاّويّ، وهوَ أساسُ الشريعَةِ التي أُعْطِيَتْ للشّعب، فأَيُّ حاجَةٍ بَعدُ إلى أن يَقومَ كاهِنٌ آخَرُ "على رُتْبَةِ مَلكيصادِق"، ولا يُقال "على رُتبَةِ هارون"؟ فمتى تَغَيَّرَ الكَهنوت، لا بُدَّ مِن تَغييرِ الشريعَةِ أيضًا. فالذي يُقالُ هذا في شأنِهِ، أي المسيح، جاءَ مِن سِبْطٍ أخَر، لَم يُلازِمْ أحَدٌ مِنهُ خِدْمَةَ المَذْبَح، ومِنَ الواضِحِ أنَّ رَبَّنا أشْرَقَ من يَهوذا، مِن سِبْطٍ لَم يَصِفْهُ موسى بِشَيءٍ مِنَ الكَهَنوت. ويَزيدُ الأمرَ وضوحًا أنَّ الكاهِنَ الآخَرَ الذي يَقومُ على مِثالِ مَلكيصادِق، لَمْ يَقُمْ وَفْقَ شَريعَةِ وَصيَّةٍ بَشَريَّة، بَل وَفْقَ قوَّةِ حياةٍ لا تَزول. ويُشْهَدُ لَهُ: "أنتَ كاهِنٌ إلى الأبَد، على رُتْبَةِ مَلكيصادِق!". وهكذا يَتِمُّ إبطالُ وَصِيَّةِ الكَهنوتِ السابِقَة، بِسَبَبِ ضُعْفِها وعَدَمِ نَفْعِها، لأنَّ الشريعَةَ لَمْ تُبَلِّغْ شَيئًا إلى الكَمال، ويَتِمُّ أيضًا إدخالُ رَجاءٍ أفضَل، بِهِ نَقتَرِبُ مِنَ الله.

 

الانجيل:

(لو 2: 41 – 52)

كانَ أبَوا يسوعَ يَذهَبانِ كُلَّ سَنَةٍ في عيدِ الفِصحِ إلى أُورَشَليم. ولَمّا بَلَغَ يسوعُ اثْنَتَي عَشْرَةَ سَنَة، صَعِدوا مَعًا كما هيَ العادَةُ في العيد. وبَعْدَ انْقِضاءِ أيَّامِ العيد، عادَ الأبَوان، وبَقِيَ الصَّبِيُّ يسوعُ في أُورَشَليم، وهُما لا يَدْرِيان. وإذْ كانا يَظُنّانِ أنَّهُ في القافِلَة، سارا مَسيرَةَ يَوم، ثُمَّ أخَذا يُفَتِّشانِ بَينَ الأقارِبِ والمعارِف. ولَم يَجِداه، فَعادا إلى أُرَشَليمَ يُفَتِّشانِ عَنْهُ. وبعدَ ثَلاثَةِ أيّام، وَجَداهُ في الهَيكَلِ جالِسًا بَينَ العُلَماء، يَسْمَعُهُم ويَسْأَلُهُم. وكانَ جَميعُ الذينَ يَسْمَعونَهُ مُنذَهِلينَ بِذَكائِهِ وأجوِبَتِهِ. ولَمّا رَآهُ أبَواهُ بُهِتا، وقالَت لَهُ أُمُّهُ: "يا ابني، لماذا فَعَلْتَ بِنا هكذا؟ فها أنا وأبوكَ كُنّا نَطلُبُكَ مُتَوَجِّعين!". فَقالَ لَهُما: "لِماذا كُنتما تَطلُبانِني؟ ألا تَعلَمانِ أنَّهُ يَنْبَغي أن أكونَ في ما هوَ لأبي؟". أمّا هُما فَلَمْ يَفهَما الكَلامَ الذي كَلَّمَهُما بِهِ. ثُمَّ نَزَلَ مَعَهُما، وعادَ إلى النّاصِرَة، وكانَ خاضِعًا لَهُما. وكانَت أُمُّهُ تَحفَظُ كُلَّ هذهِ الأُمورِ في قَلبِها. وكانَ يسوعُ يَنْمو في الحِكمَةِ والقامَةِ والنِّعمَةِ عِندَ اللهِ والناس.

 

تأمل في الانجيل:

نجد ان لوقا 2، 41-52 هو النصّ الوحيد الّذي يتكلّم عن يسوع الفتيّ، ابن اثنتي عشرة سنة، وينقلنا لوقا بسرعة من روايات الطفولة، أي البشارة والميلاد وتقدمته الى الهيكل الى رواية يسوع ذي الإثنتي عشرة سنة. وإذا أكملنا قراءة نصّ إنجيل لوقا نجد أن الفصل الثالث يبدأ بسرد معموديّة يسوع بواسطة يوحنّا المعمدان، وبالتالي ندخل الى واقع جديد: يسوع البالغ يفتتح حياته التبشيريّة
إن هذا الأسلوب لم يكن دون أي مغزى بالنسبة للوقا، فهدف الكاتب لم يكن تقديم تأريخ يوميّ لحياة يسوع من لحظة البشارة الى ساعة الموت والقيامة، بل أن هدف الإنجيل هو إعلان الخلاص الّذي تمّ بيسوع المسيح. إن إدراج روايات الطفولة التي ينفرد بها لوقا كان هدفه لاهوتيّاً، لإعلان تحقّق الوعد المسيحانيّ الّذي قطعه الله لداود على لسان النبيّ ناتان بأن عرشه يثبت الى الأبد، وهذا الإعلان قد تمّ من خلال ولادة يسوع في بيت لحم مدينة داود، إنّما أُعلن بشكل واضح على لسان سمعان الشيخ في الهيكل، الناطق باسم العهد القديم: "يا ربُّ، تَمَّمْتَ الآنَ وَعدَكَ لي فأطلِقْ عَبدَكَ بِسلامٍ. عَينايَ رأتا الخَلاصَ الّذي هيَّأْتَهُ لِلشُعوبِ كُلِّها نورًا لِهدايةِ الأُممِ ومَجدًا لشَعبِكَ إِسرائيلَ" (2، 29-33)، ومن خلال هذا القول تمّ إعلان الخلاص لا لإسرائيل فحسب، بل للشعوب بأسرها، بواسطة يسوع الّذي يقدّم الى الهيكل. ويضع لوقا استباقاً نبويّاً للخلاص الّذي تحقّق بميلاد يسوع على لسان حنّة النبيّة التي "تَحدَّثت عَنِ الطِّفلِ يَسوعَ معَ كُلِّ مَنْ كانَ يَنتَظِرُ مِنَ اللهِ أنْ يَفديَ أورُشليمَ" (2، 38)، وعبارة فداء لا تنفصل عن فكرة الذبيحة والدم المراق الّذي سوف يقدّمه يسوع للإنسان فوق الجلجلة

ارتباط سرّ التجسّد بسرّ الصلب والقيامة
لا يفصل لوقا مطلقاً بين حقيقة تجسّد وحقيقة موت المسيح، فنجد تشابهاً لغوياً وأدبيّاً كبيراً بين: فولَدَتِ اَبنَها البِكرَ وقَمَّطَتْهُ وأضجَعَتهُ في مِذْودٍ (2، 7) وبين رواية دفن يسوع: فأنزَلَهُ عَنِ الصَّليبِ ولَفَّهُ في كَفَنٍ مِنْ كتـانٍ، ووضَعَهُ في قبرٍ مَحفورٍ في الصَّخرِ (23، 50). حنّة النبيّة تكلّمت عن الطفل مع كلّ من كان ينتظر فداء أورشليم (2، 38) ويوسف الرّامي "كان رجلاً تقيّاً ينتظر ملكوت الله" (23، 51). سمعان الشيخ يعلن للعذراء، في ألطف لحظات حياتها، والطفل بين يديها، أن سيف الصليب سوف يخترق قلبها (2، 36)، وهو يكون علامة سوف تُرفض وتُقاوم (2،34). إن إنجيل الطفولة يحتوي على اعلان مسبق لآلام الربّ المتجسّد، كناية عن مقدّمة تدخل القارئ في حقيقة الفداء الّذي يتمّمه المسيح بدمه على الصليب
مناسبة زيارة عائلة الناصرة الى أورشليم ترتبط أيضاً بهدف لوقا اللاهوتيّ، هو عيد الفصح، ويسوع الطفل الصاعد الى أورشليم هو أيضاً استباق للحجّ الأخير الذي سوف يتمّمه يسوع البالغ بصعوده الى اورشليم لتتميم الفصح الحقيقي، حين يُذبح حمل الله مفتدياً البشريّة

وظيفة هذا النصّ
ما هو هدف إدراج لوقا لنصّ وجود الرّب في الهيكل في هذا المكان من الإنجيل الثالث؟ هو أوّلاً نصّ يربط روايات الطفولة بروايات العمل التبشيريّ الّذي افتتحه يسوع بمعموديته على يد يوحنّا السابق، وهو أيضاً نصّ مبرمِج، يحتوي على برنامج يسوع المستقبلي، يعلن فيه الرّب شخصيّاً، لا على لسان سمعان الشيخ وحنّة النبيّة، أنّه أتي ليكون في ما هو للآب، متمّماّ أرادته. هو أيضاً اليوم الثالث، يعيد الى أذهاننا حدث القيامة، وبشكل مقصود يستعمل لوقا أيضاً عبارة: "فما فهما معنى كلامه" (2، 50)، فعلى المؤمن أن ينتظر القيامة ليفهم، فما من فهم لسرّ المسيح خارجاً عن حقيقة كونه قد مات وقام من بين الأموات، على غرار تلميذي عمّاوس الّذين انفتحت عيناهما على ضوء قيامة يسوع من بين الأموات

نقاط للإيضاح 
عيد الفصح (أو عيد الفطير): إن عيد الفصح هو واحد من ثلاثة أعياد يقوم خلالها كلّ رجل يهوديّ بزيارة حجّ لهيكل أورشليم بحسب شريعة موسى "ثَلاثَ مرَّاتٍ في السَّنةِ يحضُرُ جميعُ الذُّكُورِ أمامَ الرّبِّ إلهِكُم في الموضِعِ الذي يختارُهُ، في عيدِ الفطيرِ وفي عيدِ الحَصادِ وفي عيدِ المَظالِ لا يحضُرونَ أمامَ الرّبِّ بِلا شيءٍ معَهُم" (تث 16، 16)، وتذكّرنا رحلة عائلة الناصرة برحلة عائلة صموئيل (1صم 1، 3- 2، 19). 
فلمَّا بلَغَ يَسوعُ الثّـانيَةَ عَشْرَةَ مِنْ عُمرِهِ: إن بلوغ الثانية عشرة من العمر كانت تعني بالنسبة للشاب اليهوديّ الإنتقال الى عمر يُعتبر فيه قادراً على تولّي المسؤوليّة لا سيّما من ناحية الإلتزام الدينيّ، فكان معلّمو الشريعة يرون أن على الوالد أن يصبح أكثر تطلّباً وقساوة في التربية مع من بلغ الثانيّة عشرة

وبعدما انقضت أيّام العيدأيام العيد هي ثمانية (لا 23، 5-7) ولم يكن اليهود ملزمين بقضائها بأكملها في أورشليم، إنّما يبدو من الآية 43 أن يوسف ومريم قد بقيا في أورشليم طيلة الأسبوع
في اليوم الثالثقد تكون هذه الأيام الثلاثة هي واحدة من الإشارات الكثيرة التي يعطيها لوقا عن الآلام المستقبليّة ليسوع الفتيّ. فيسوع الّذي بقي في أورشليم لثلاثة أيّام يستبق أيام القبر المظلمة الثلاثة، ليتممّ إرادة الله أبيه، وهنا يذكّر يوسف ومريم بأنّ الأولوّية المطلقة لوجوده هي في تتميم هذه المشيئة من خلال الثبات في ما هو للآب والبقاء في بيته
في الهيكل بين المعلّمينبعكس لو 19، 47 و 21، 37 حيث سعى المعلّمين وعلماء الشريعة الى إهلاك يسوع، نجد المعلّمين هنا متعجّبين من حكمة الصبيّ. إنّما إذا قارنّا هذه المراجع كلّها (لو2، 46- 47؛ 19، 47؛ 21، 37 واستطراداً أع 4، 2؛ 5، 25) نتأكّد أكثر أن غاية لوقا من هذا النصّ كانت إعلاناً مسبقاً لرسالة يسوع التيّ بدأت في الناصرة، وبدأت تظهر في فصح الطفولة، واعتلنت في المعموديّة وتمّت على الصليب وصولاً الى قيامة الرّب من بين الأموات
لماذا فعلت بنا هذا؟ إن العبارة بأصلها اليونانيّ تعطي معنى أكثر قساوة وخطورة من الترجمة العربيّة. فهذه العبارة في الكتاب المقدّس تأخذ دوماً معنى الأتّهام بالخيانة (تك 12، 18؛ 20، 9؛ 26، 10؛ 29، 25؛ خر 14، 11؛ عدد 23، 11؛ قض 15، 11). إن توبيخ مريم ليسوع كان عتاباً بانّه في بقاءه لثلاثة أيام في الهيكل وجعلهما يتألّمان هو احتقار لدور يوسف "أبيه"، لذلك يتمحور موضوع الحوار حول عبارة "أبيك / أبي"، "في ما بين الأقارب/ في ما هو للّه). إنّما هويّة يسوع الحقيقيّة سوف تتوضّح لاحقاً في حياة يسوع وبشارته العلنية

لا بدّ من الإشارة الى براعة لوقا في اللعب على التصرّف بالكلمات وبالجمل: الى جانب الإشارات غير المباشرة مثل اليوم الثالث، نجد كلمة أب تأخذ بعدين: في استعمال مريم لها (48) تعني يوسف إنّما حين ترد على لسان يسوع (49) تصبح متعلّقة بالله الآب. هو إعلان مزدوج: إن يوسف قد أخذ حقّاً مكان الأب الأرضي وصار مربّياً ليسوع مع كلّ ما له من حقوق وما عليه من واجبات، إنّما هو تشديد قوّي على أبّوة الله الحقيقيّة ليسوع الناصرّي
وفي قول يسوع "في ما هو لأبي"، بحسب الأصل اليونانيّ en tois tou patros mou هذه العبارة قد تعني البيت: في بيت أبي، وقد تعني الممتلكات والخصائص، فتصبح الترجمة "في ما هو لأبي"، ويمكنها أن تعني الوظيفة "في أمور ابي"، وهذا الإستعمال المتعدّد الإستعمال يظهر براعة لوقا في أيصال كافة أبعاد الحقيقة في كلمات قليلة وبسيطة، فقد عبّر عن حقيقة أن بيت يسوع الحقيقيّ هو بيت الله لا بيت يوسف، أن أباه الحقيقيّ هو الله لا يوسف، أن طاعة الله هي أولى من طاعة العالم، وأن عمله هو أن يكون في ما هو للّه، أي أن يحقّق إرادة الله في العالم وفيه. وعبارة en tois tou patros mou تأتي كجواب غير مباشر على ما قاله لوقا في انّ يوسف ومريم قد فتّشا عن يسوع بين الأقارب en tois suggeneusin، وهكذا يعلن يسوع أن مكانه الحقيقيّ هو ليس بين الأقارب إنّما في بيت الآب السماويّ


                                                
التأمّل 

على أطلال سنةٍ تلفظ لحظاتِها الأخيرة، وعند مشارف سنة جديدة، سنة تخطو بتاريخنا البشريّ خطوةً الى الأمام، تحمل قلقنا ومخاوفَنا، تمنيّاتِنا وانتظاراتِ نفوسنا، تضع الكنيسة بين أيدينا هذا النصّ الإنجيليّ من لوقا، في عيد وجود الرّب في الهيكل، إلهٌ فتيّ، يكاد شبابه ينسينا حقيقة كونه قديم الأيّام وسابق كلّ دهر، إله وإنسان يرافق يوسف ومريم في رحلة حجّ نحو بيت الآب. إله جاء يرسم بنفسه قدوة وطريقة حياة لكلّ واحد منّا
في زمن تتفكّك فيه العائلة وتفقد مجتمعاتنا القيم الإلهيّة، حاصرة وجودها في بعد ماديّ وفي فلسفة اقتناص اللّحظة العابرة، تتجلّى عائلة الناصرة كمثال لكلّ عائلة مسيحيّة

-
هي مثال للإلتزام بوصايا الرّب. يوسف ومريم صعدا كعادتهما كلّ سنة الى الهيكل، لم يخافا مسافة الطريق ولا الأخطار المحدقة، اخذا الطفلَ الإلهي، الكلمة المتجسّد الموكل لعنايتهما، وأصعداه الى بيت الرّب. في هذا الفعل يعطينا لوقا صورة العائلة المؤمنة، تضع إرادة الرّب فوق كلّ اعتبار. وظيفة الوالدين ان يقودا اولادهما نحو معرفة الرّب، واجب سوف يؤدّيان عنه حساباً يوم يمثلا أمام منبر الله الديّان. الطفل عطيّة من الله، وواجب الوالدين ان يقوداه الى معرفة الله. من واجبات الإهل أن يقودوا الأولاد الى الكنيسة، بيت الله، وان يكونوا أمامهم مثلاً للإلتزام بوصايا. فنتساءل اليوم: هل يقدّم الأهل لأولادهم مثالاً وقدوة في الحياة الروحيّة؟ هل أن بيتهم هو فعلاً كنيسة منزلية تصلّي فيها العائلة معاً، وتقرأ الكتاب المقدّس ويسودها السلام النابع من حبّ الوالدين ومن نعمة الله، أم صارت مكانَ عنف وماديّة خالية من أي بعد روحيّ؟ 

-
يوسف ومريم مثال للتخلّي الوالديّ. يسوع عطيّة الله لمريم إنّما هو أيضاً عطيّة الله للبشريّة. لقد اختبر يوسف ومريم معاً معنى الأبوّة الحقيقيّة، الّذي يتخطّىّ مفهوم التملّك. يسوع كان أمانة أوكلت اليهما ولم يكن ملكاً خاصّاً، كذلك الأبناء أيضاً، هم عطيّة من الله توكل للوالدين ليحافظا عليهه فينمو الطفل كائناً حرّاً، ناضجاً، فرداً بناءّاً في المجتمع. مريم تلميذة ابنها كانت تنمو أيضاً في التعرّف على مخطّط الله في حياتها، أضاعت ابنها فخافت وفتّشت في ظلام ليل الإيمان عن بصيص نور يضيء لها طريق الإبن. فتّشت عنه بين الأقارب فعلمت أنّ عليه ان يكون في بيت الأب السماوّي، قالت له: قَلِقَ أبوك عليك فأعلن لها ان الآب الحقّ هو الآب السماويّ. هي دعوة موجّهة الى كلّ أب وأم، أن يعيا ان الإبن هو شخص بشرّي يتمتّع بكرامة أبناء الله، فلا يمكن للوالدين ان يجعلا منه نسخة عنهما، أو أن يقرّرا مستقبله ويستعبداه لأهوائهما. هي دعوة للتخليّ الأبوي، سمعتها مريم وقبلتها، دعوة قاسيّة لها ومحرِّرةٌ لإبنها، تقوده الى ديار الآب وتفسح له المجال ليحقّق في حياته الدعوة التّي يدعوه الآب اليها

-
يوسف ومريم مثال للشجاعة الوالديّةلقد سمعت مريم كلمات الملاك العذبة يعلن لنا تجسّد الكلمة في حشاها، إنّما سمعت أيضاً كلمات سمعان الشيخ يعلن لها سيف الآلام يجوز قلبَها، سمعت كلمات حنّة النبيّة تعلن أن ابنها هو فادي شعب الله، الحمل المذبوح فداء عن البشر، سمعت تباشير الآلام هذه وقبلتها رغم قساوتها. فقدت الأم العذراء ابنَها ثلاثة أيّام، فوجدته في بيت الآب، وسوف تفقده في ظلام القبر ثلاثة أيّام أخرى لتجده قائماً عن يمين الآب. كم هم بحاجة لشجاعة مريم آباء اليوم وأمّهاته، كم هم بحاجة لقوّة الرجاء يضيء لهم الطريق عندما يخشون على أبنائهم من ظلام المرض والموت والضياع، عندما يظنّون ان ابنهم قد ضاع في ظلمة العالم المدلهّمة، عندما يرونه يبتعد عنهم ويوشك أن يختفي، كم هم بحاجة الى قوّة يوسف ورجاء مريم، يفتّشان دون تعب، يبحثان دوماً عن الشريد حتّى يجداه. مريم ويوسف وجدا وحيد الآب في بيت الآب، لأنّهما قاداه بنفسهما الى بيت الآب، فأين يقود الأهلُ أولادَهم اليوم، لأنّهما سوف يجدان ابنهما حيث قاداه بمثلهما

-
مريم ويوسف مثال في تربية الطفل المتكاملة ليبلغ النضح من كافة نواحي إنسانيّتهلقد كان يسوع خاضعاً لوالديه ينمو بالقامة والحكمة والنعمة أمام الله والناس، أي ينمو بكافّة أبعاد بشريّته، بالقامة جسديّاً، وبالحكمة عقليّاً وبالنعمة روحيّاً. واجب الوالدين أن يقدّما لأبنائهم ما هو ضروريّ لبنائهم البشريّ المتكامل. نجد الوالدِِين يسعون الى التفتيش عن الأحسن ليقدّموه لأبنائهم من الناحية الجسديّة، الطعام الأجود، واللباس الأحسن، والطبيب الأمهر، وهذا كلُّه حسن. يفتّشون عن نموّه الثقافيّ في أحسن المدارس وبافضل الطرق، وهو واجب عليهم، ويتناسون الناحية الأعمق التيّ تعطي الكائن البشريّ ميزته وتجعله على صورة الله الخالق، أي البعد الروحيّ. مريم عرفت كيف تربّي يسوع في كافة نواحي إنسانيّته، تاجرت بوزنة الله لها، الوزنة الأثمن والأسمى، وزنةِ تربيتها لأبن الله. على مثال مريم على الأهل أن يدركوا ان طفلَهم هو ايضاً أبنٌ لله، وعليهم واجب تنشئته ليبلغ حالة الإنسان الناضج، لا حالة من اقتصرت معرفته على البعد الجسديّ فنما إنساناً ماديّاً إستهلاكيّاً لا يرى من الوجود الى الجسد والمادة والّلذة. ولا حالة من حُدَّت معرفته بالبعد العقليّ فنما كائناً عقلانيّاً بحتاً، لا يؤمن إلاّ بما يلمِسُه، ويسعى الى أخضاع الله لقوّته الفكريّة. إن البعد الرّوحي في الإنسان هو الّذي يجعل منه كائناً ناضجاً، يحيا بعده الجسديّ ككائن في العالم يسعى الى القداسة، ويُخضع عقله لله بطاعة الإيمان، فيكون على مثال المسيح، يضع وجوده، بكافّة أبعاده، في تصرّف الآب معطي الوجود

-
عائلة الناصرّة تعلّمنا أنّ الله يحلّ في بساطة حياتنا اليوميّة، فالله الّذي حلّ في عائلة الناصرة يريد أن يسكن في عائلاتنا، مريم ويوسف بقبولهما يسوع قبلا ملكوت السماوات بطريقة محتجبة، والعائلة المسيحيّة مدعوّة اليوم الى قبول الملكوت في داخلها من خلال اعتناقها مباديء الملكوت. سرّ الإيمان المسيحيّ يكمن في قبول فكرة ان الله قد حلّ في يوميّات عائلة فقيرة، عاديّة، إنّما في عائلة منفتحة على إرادة الله. لقد حلّ الله في التعب اليوميّ الّذي كان يحياه يوسف النجّار، وفي حياة امرأة كرّست حياتها لتربية طفل. لقد حلّ الله في بساطة حياة هذه العائلة فأعطاها معنى لوجودها أسمى وأعظم، والله نفسه قادر على الحلول في عائلاتنا، في تعب عملنا اليوميّ وفي تضحية أمّهاتنا. إن العائلة المسيحيّة مدعوّة لأن تقبل الله في كلّ لحظة في داخلها، من خلال الإلتزام بمنطق المحبّة والتضحية والغفران واحترام قيمة الحياة والسلام، عندها تصبح عائلاتُنا مثل عائلة الناصرة، تحتضن في داخلها ملكوت السماوات، فلا تخشى التفكّك والضياع واليأس والخطيئة

صلاتنا اليوم نرفعها الى الرّب من أجل العائلة، لتكون دوماً صورةً لعائلة الناصرة المقدّسة، مدرسة للصلاة وللإلتزام بوصايا الله والتفتيش عن إرادته دوماً. بشفاعة مريم أم يسوع وأم العائلة نرفع الصلاة الى الله ليعطي عائلاتنا قوّة الشهادة لإنجيل يسوع في حياتها اليوميّة، رغم التعب والخوف ومشاكل الحياة ومصاعبها. وبشفاعة القدّيس يوسف العامل بصمت والحامل المسيح الى بيت الآب، تصبح عائلاتنا مكان اعتلان يوميّ للرّب، يعلن بواسطتها عن عظمة الحبّ المخلّص والفادي، وعن عظمة سرّ الله الّذي صار طفلاً وحلّ في عائلة، ويسمعنا دوماً كلمة "لا تخافوا فأنا معكم الى منتهى الدهر