بدء السنة الطقسية |
احد تجديد البيعة |
: الرسالة
(عب 9/11-15) أَمَّا الـمَسِيحُ فَقَدْ ظَهَرَ عَظِيمَ أَحْبَارِ الـخَيْرَاتِ الآتِيَة، واجْتَازَ الـمَسْكِنَ الأَعْظَمَ والأَكْمَل، غَيرَ الـمَصْنُوعِ بِالأَيْدِي، أَيْ لَيْسَ مِن هـذِهِ الـخَليقَة،فَدَخَلَ إِلى قُدْسِ الأَقْدَاسِ مَرَّةً واحِدَة، لا بِدَمِ الـتُّيُوسِ والعُجُول، بَلْ بِدَمِهِ هُوَ، فَحَقَّقَ لنَا فِدَاءً أَبَدِيًّا. فإِذا كانَ رَشُّ دَمِ الـتُّيُوسِ والثِّيْرَانِ ورَمَادِ العِجْلَةِ على الـمُنَجَّسِين، يُقَدِّسُ أَجْسَادَهُم فَيُطَهِّرُهُم،فَكَم بِالأَحْرَى دَمُ الْمَسِيح، الَّذي قَرَّبَ نَفْسَهُ للهِ بِالرُّوحِ الأَزَلِيِّ قُرْبَانًا لا عَيْبَ فِيه، يُطَهِّرُ ضَمِيرَنَا منَ الأَعْمَالِ الـمَيْتَة، لِنَعْبُدَ اللهَ الـحَيّ!
|
: الانجيل
(يوحنا 10: 22-42) حَانَ عِيدُ التَّجْدِيدِ في أُورَشَلِيم، وكَانَ فَصْلُ الشِّتَاء. وكَانَ يَسُوعُ يَتَمَشَّى في الهَيْكَل، في رِوَاقِ سُلَيْمَان. فَأَحَاطَ بِهِ اليَهُودُ وأَخَذُوا يَقُولُونَ لَهُ: “إِلى مَتَى تُبْقِي نُفُوسَنَا حَائِرَة؟ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ المَسِيح، فَقُلْهُ لَنَا صَرَاحَةً”. أَجَابَهُم يَسُوع: “قُلْتُهُ لَكُم، لكِنَّكُم لا تُؤْمِنُون. أَلأَعْمَالُ الَّتِي أَعْمَلُهَا أَنَا بِٱسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي. لكِنَّكُم لا تُؤْمِنُون، لأَنَّكُم لَسْتُم مِنْ خِرَافِي. خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وأَنَا أَعْرِفُهَا، وهِي تَتْبَعُنِي. وأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّة، فَلَنْ تَهْلِكَ أَبَدًا، وَلَنْ يَخْطَفَهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. أَبِي الَّذي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الكُلّ، ولا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَهَا مِنْ يَدِ الآب. أَنَا والآبُ وَاحِد”. فَأَخَذَ اليَهُودُ، مِنْ جَدِيدٍ، حِجَارَةً لِيَرْجُمُوه. قَالَ لَهُم يَسُوع: “أَعْمَالاً حَسَنَةً كَثِيرَةً أَرَيْتُكُم مِنْ عِنْدِ الآب، فَلأَيِّ عَمَلٍ مِنْهَا تَرْجُمُونِي؟”. أَجَابَهُ اليَهُود: “لا لِعَمَلٍ حَسَنٍ نَرْجُمُكَ، بَلْ لِتَجْدِيف. لأَنَّكَ، وَأَنْتَ إِنْسَان، تَجْعلُ نَفْسَكَ إِلهًا”. أَجَابَهُم يَسُوع: “أَمَا كُتِبَ في تَوْرَاتِكُم: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُم آلِهَة؟ فَإِذَا كَانَتِ التَّوْرَاةُ تَدْعُو آلِهَةً أُولئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِم كَلِمَةُ الله، ولا يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الكِتَاب، فَكَيْفَ تَقُولُونَ لِي، أَنَا الَّذي قَدَّسَهُ الآبُ وأَرْسَلَهُ إِلى العَالَم: أَنْتَ تُجَدِّف؛ لأَنِيِّ قُلْتُ: أَنَا ٱبْنُ الله؟ إِنْ كُنْتُ لا أَعْمَلُ أَعْمَالَ أَبِي، فلا تُصَدِّقُونِي، أَمَّا إِذَا كُنْتُ أَعْمَلُهَا، وإِنْ كُنْتُم لا تُصَدِّقُونِي، فَصَدِّقُوا هذِهِ الأَعْمَال، لِكَي تَعْرِفُوا وتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنِّي في الآب”. فَحَاوَلُوا مِنْ جَدِيدٍ أَنْ يَقْبِضُوا عَلَيْه، فَأَفْلَتَ مِنْ يَدِهِم. وعَادَ يَسُوعُ إِلى عِبْرِ الأُرْدُنّ، إِلى حَيْثُ كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدْ مِنْ قَبْلُ، فَأَقَامَ هُنَاك. وأَتَى إِلَيْهِ كَثِيرُونَ وكَانُوا يَقُولُون: “لَمْ يَصْنَعْ يُوحَنَّا أَيَّ آيَة، ولكِنْ، كُلُّ مَا قَالَهُ في هذَا الرَّجُلِ كَانَ حَقًّا”. فآمَنَ بِهِ هُنَاكَ كَثِيرُون.
|
: تأمل في الانجيل
. كلام يسوع في إنجيل اليوم قاله في رواق هيكل سليمان بمناسبة عيد التجديد في أورشليم. منه أُخذ عيدُ تجديد البيعة، أي الكنيسة. تجديد هيكل سليمان في اورشليم هو عيد تطهيره على يد يهوذا الملك، من بعد أن دنّسه الملك انطيوخوس بإقامة شعائر العبادة الوثنية فيه حسب عادات الأمم الهلّينيّة. فاستباح حرمة السبوت والأعياد، ونجّس المقدس والأقداس، وبنى مذابح وهياكل ومعابد للأصنام وذبح الخنازير والحيوانات النجسة، وأبعد المحرقات والذبيحة والسّكيب عن المقدس والأقداس(1 مك 1: 41-47). انتصر يهوذا واخوته على جيش انطيوخوس في معركة عمّاوس، وطهّروا على يد كهنة لا عيب فيهم من ذوي الغيرة على الشريعة والاقداس، فبنوا مذبحاً جديداً، وصنعوا آنية جديدة مقدّسة، وأدخلوا المنارة ومذبح البخور والمائدة إلى الهيكل، ثمّ قدّموا ذبيحة بحسب الشريعة على مذبح المحرقات الجديد. وكان ذلك سنة 164 ق.م.(1 مك 4: 42-52). 2. ثم كان تطهيرٌ ثانٍ للهيكل على يد الرب يسوع، عندما دخله وبدأ يُخرج منه الذين يبيعون ويشترون، وقلب طاولات الصيارفة ومقاعد باعة الحمام. وكان يعلّم ويقول لهم: “أليس مكتوباً أن بيتي بيت صلاة يُدعى لجميع الامم؟ وانتم جعلتموه مغارة للصوص!”(مر11: 15-17). إنّه بذلك دافعَ عن حرمة بيت الله وقدسيته، ضد كل إفراط، حفاظاً على الشريعة وكلام الانبياء(أش 56: 7؛ أر 7: 11). مبادرته هذه لا تعني أن يسوع ثائر سياسي. فهذا مخالف لكل تعليمه ومثله، ويحرّم كلَّ عنفٍ وقتلٍ باسم الله. وعندما دخل بعد ذلك إلى أورشليم في عيد الشعانين، ركبَ جحشاً ليُبيّن أنه ملك السلام، كما أعلنته الجموع بحملهم أغصان النخل والزيتون، علامة الملوكية والسلام، وهتفوا: “هوشعنا مبارك الاتي باسم الرب”. شرح يسوع عمله هذا بكلمة الأنبياء: “أليس مكتوباً أن بيتي بيت صلاة يُدعى لجميع الأمم؟ وأنتم جعلتموه مغارة لصوص”. بهذه الآية يختصر الرب يسوع تعليمه عن الهيكل بكلمتَين نبويّتين مترابطتين: “الصلاة لجميع الأمم”. ما يعني أن بيت الله هو للصلاة حيث يلتقي جميع الناس لعبادة الله الواحد والوحيد. الهيكل المنفتح لصلاة جميع الناس، على اختلافهم وتنوّعهم، هو صورة الكنيسة الجامعة التي تقارب جميع شعوب الأرض، وتحاورهم وتصلّي معهم. لنفكّر بمبادرة الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني في لقاء الصلاة في أسيزي الذي جمع ممثّلي كل الديانات، وواصله البابا بندكتوس السادس عشر. وأصبحت الكنيسة سكنى الله الواحد والمثلث الأقانيم، الآب ينبوع المحبة، والابن المتجسّد يسوع المسيح شعاعها، والروح القدس ساكبها في القلوب. إنَّ المسيح أعطى الله للعالم فكان عمّانوئيل، إلهنا معنا. 3. عيد تجديد الكنيسة يعني تجديد هذا الإيمان بالله وبالكنيسة المقدّسة الواحدة والجامعة. لكن الكنيسة بيت الله، ليست فقط البيت من حجارة مادّية، بل هي الهيكل الروحي المؤلّف من حجارة حيّة هم المؤمنون والمؤمنات بالمسيح، الذي كتب عنه بطرس الرسول بقوله: “وبما أنكم قد اقتربتم من الرب، وهو الحجر الحي المرذول عند الناس، والمختار عند الله، فكونوا أنتم أيضاً مبنيّين، كحجارة حيّة، بيتاً روحيّاً، لتصيروا جماعة كهنوتية مقدّسة، فتقرّبوا ذبائح روحية مرضية لله بيسوع المسيح”(1بط2: 4-5). ويذهب بولس الرسول إلى أبعد من ذلك معلّماً أن كل مؤمن هو هيكل الله، فيكتب لأهل كورنتس: “أما تعلمون أنّكم هيكل الله، وأن روح الله يسكن فيكم؟ فمن يهدم هيكل الله يهدمه الله، لأنّ هيكل الله مقدّس، وهو أنتم”(1كور3: 16-17). “الاعلان الجديد للإنجيل من أجل نقل الإيمان المسيحي”، وهو الموضوع الذي انعقد حوله سينودس الأساقفة في روما(7-28 تشرين الثاني الماضي) يعني إعادة المسيحيين إلى إنجيلهم الذي يقول عنهم أنهم كأفراد وجماعة هم هيكل الله الروحي، فإذا هدموه بابتعادهم عن الله وعن كلامه في الإنجيل، وعن نعمة أسراره الشافية، وعن شريعة المحبة المكتوبة في قلوبهم بالروح القدس، تركهم الله فريسة خطاياهم وشرورِهم. هذا ما نشهده في مجتمعنا بنتيجة ابتعاد الناس عن الله: شرٌ وفساد وعداوة وقتل وعنف وحرب وأنانية ومادّيّة، وإهمال للممارسة الدينية لاسيما القداس في يوم الأحد، المعروف بيوم الرب، وسرّ الاعتراف والمصالحة. 4. لكن الله الغني بالرحمة يدعو للتوبة، وأسّسَ الكنيسة لتكون أداة الخلاص الشامل وأرسلها لكي تبلغ بجميع الناس إلى الخلاص ومعرفة الحق. لقد كشف الربُّ يسوع للقديسة فوستين البولونية عن سرّ الرحمة الإلهية، وطلب منها أن تُخبر عنها قائلاً: “الرحمة الإلهية هي آخر خشبة خلاص للبشرية. إنها علامةٌ لآخر الأزمنة. من لا يريد أن يمرّ بأبواب رحمتي، عليه أن يمرّ بأبواب عدالتي. أكتبي يا ابنتي وأعلني للعالم أجمع عن حبّي ورحمة قلبي. أنا أريد خلاص كل النفوس”. عزّز الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني عبادة الرحمة الإلهية، وعمّمَ عيدها في الأحد الأول بعد القيامة، للدلالة على أن رحمة الله تجلَّت في موت المسيح، ابن الله الفادي، وقيامته من بين الأموات. فغسل خطايا الجنس البشري بدمه، ومنحه الحياة الجديدة الإلهية بقيامته وعطية الروح القدس. وشاءت رحمة الله أن يكون انتقال البابا يوحنا بولس الثاني إلى السماء في ليلة عيد الرحمة الإلهية في نيسان 2005. نشكر الله على انتشار عبادة الرحمة الإلهية في لبنان بمختلف مناطقه، وفي الصوفانية بسوريا وعمّان بالأردن والقاهرة بمصر. وأودّ أن أُحيّي سيادة المطران جورج اسكندر الذي يعتني بجماعات الرحمة الإلهية في لبنان. ونثني على نشر كتيِّب الرحمة الإلهية، وعلى التزام أعضاء هذه الجماعات بإحياء عيد الرحمة الالهية وبتلاوة مسبحتها وصلاة الساعة الثالثة. إننا نشجّع نشر رسائل الرحمة التي تعلن أن الله يحبّنا جميعاً، ويريدنا أن نعرف أن رحمته أكبر من خطايانا. فينبغي أن نلجأ إليه بثقة الأبناء للحصول على رحمته الشافية، فنؤدّي بدورنا رسالة الرحمة ونتقاسم فرحها. إن عالمنا بأمس الحاجة إلى الرحمة. وعلينا نحن المسيحيين أن نجعل الرحمة حضارة حياة، عملاً بكلمة الرب في إنجيل التطويبات: “طوبى للرحماء فإنّهم يُرحمون”(متى5:7). 5. عيد تجديد البيعة، في زمن الإعلان الجديد للإنجيل، يقتضي منّا التجدّد في الإيمان بيسوع المسيح الذي يؤكّد في إنجيل اليوم أنه “ابن الله” الذي صار انساناً وكشف لنا سرّ الله الواحد والثالوث، وهويتنا الأساسية بأننا مخلوقون على صورة الله لنعيش في حالة شركة ومحبة، عمودياً وافقياً؛ وأنه “المسيح الذي قدّسه الآب وأرسله إلى العالم”، فادياً ومخلِّصاً؛ وأنه “الراعي الذي يعرف خرافه، يحميها ولا يستطيع أحد أن يخطفها من يده، وهي تسمع صوته وتتبعه”(يو10: 27-28). التجدّد في الايمان يقتضي منّا أوّلاً جعله مصدراً لقوتنا وفرحِنا في نشر رسالة الإنجيل لخير البشرية جمعاء، والخروج من ظاهرة العلمنة السلبية التي تنتهج نهجاً يُفضَّل على النهج الذي قدّمه الرب يسوع وعلى كلام الإنجيل وتعليم الكنيسة، ويضعه جانباً، من دون أي وخز ضمير. هذا النهج هو في أساس جميع الانحرافات على كل صعيد. التجدد في الإيمان يقتضي منّا ثانياً السير على درب المسيح الذي قال عن نفسه: “أنا هو الطريق والحق والحياة”(يو14: 6). فهو طريق الإنسان الى الحقيقة التي تنيره وتحرّره وتجمع؛ وطريقه الى الحياة التي تنتشله من موت الخطيئة وتشركه في الحياة الإلهية التي تعيد للإنسان بهاء صورة الله. فمن دون طريق يسوع، الإنسان في ضياع؛ ومن دون حقيقته، الإنسان في ضلال؛ ومن دون حياته، الإنسان في حالة موت. ويقتضي منّا التجدّد في الإيمان ثالثاً الإرادة والرغبة والحماس في تقاسم هبة الإيمان، بحيث يصبح كل واحد وواحدة منّا معلناً لإنجيل المسيح، في حالته وموقعه ومسؤوليته، بغيرة بولس الرسول الذي كان يردّد: “الويل لي إن لم أعلن الإنجيل”(1كور9: 16). ولكن، لنثق بأن الرب يسوع، الحاضر في كنيسته، يسبق عمل المبشّرين بالإنجيل، ويرافقه، ويقوده، ويجعله مثمراً، شأنه مع الكنيسة الاولى وعبر مسيرتها من جيل الى جيل: “فخرجوا وكرزوا في كل مكان، وكان الرب يعمل معهم ويؤيّد كلمتهم بما يصحبها من الآيات”(مر16: 20). هذا التقاسم للإيمان يتمّ بشهادة الحياة، وبمخاطبة القلب، بحيث يحمل الروح القدس كل أخ وأخت إلى الصداقة مع المسيح الذي هو وحده “مفتاح كل التاريخ البشري ومحوره وغايته(الكنيسة في عالم اليوم، 10). |
Contact
mail@gemini-theme.com
+ 001 0231 123 32
Info
All demo content is for sample purposes only, intended to represent a live site. Please use the RocketLauncher to install an equivalent of the demo, all images will be replaced with sample images.
Follow