زمن الصوم |
الاحد الثاني: شفاء الابرص |
الرسالة: (روم ٦، ١٢-١٨) لا تَمْلِكَنَّ الخَطيئة بَعْدْ في جَسَدِكُم المائت، فَتُطيعوا شَهَواتِهِ. ولا تَجعَلوا أعضاءكُم سِلاحْ ظُلمٍ لِلخَطيئة، بَلْ قَرِّبوا أنفُسَكُم لله كأحياءٍ قاموا من بَينِ الأموات، واجعَلوا أعضاءَكُم سِلاحَ بِرٍّ لله. فلا تَتَسلَّط علَيكُم خَطيئة، لأنَّكُم لَستُم في حُكمِ الشَريعة بَلْ في حُكمِ النِّعمة. فماذا إذاً؟ هَلْ نَخطأُ لأنَّنا لَسنا في حُكمِ الشَّريعة، بَلْ في حُكمِ النِّعمة؟ حاشا! ألا تَعلَمونَ أنَّكُم عِندما تَجعَلونَ أنفُسَكُم عَبيداً لأحَدٍ فَتُطيعونَهُ، تَكونونَ عَبيداً للذي تُطيعونَهُ: إمّا عَبيداً لِلخَطيئة التي تَؤولُ إلى المَوتْ، وإمّا لِلطاعة التي تَؤولُ إلى البِرّ. فَشُكراً لله لأنَّكُم بَعدَما كُنتُم عَبيدَ الخَطيئة، أطَعتُم مِن كُلِّ قَلبِكُم مِثالَ التَّعليم الذي سُلِّمتُم إلَيهِ. وبَعدَ أن حُرِّرتُم منَ الخَطيئة، صِرتُم عَبيداً لِلبِرّ.
|
الانجيل: (مر ١، ٣٥-٤٥) قامَ يسوعُ قَبْلَ طُلوعِ الفَجر، فَخَرَجَ وذَهَبَ إلى مَكانٍ قَفْر، وأخَذَ يُصلّي هُناك. ولَحِقَ بِهِ سِمعانُ والذينَ مَعَهُ، ووَجَدوهُ فقالوا لَهُ: "الجميع يَطلُبونكَ". فقالَ لَهُم: "لنَذهَبْ إلى مَكانٍ آخَر، إلى القُرى المُجاوِرة، لأكرِزَ هُناكَ أيضًا، فإنّي لهذا خَرَجْتُ". وسارَ في كُلِّ الجَليل، وهوَ يَكرِزُ في مَجامِعِهِم ويَطرُدُ الشياطين. وأتاهُ أبرَصُ يتَوَسَّلُ إليه، فجَثا وقالَ لَهُ: "إن شئتَ فأنتَ قادِرٌ أن تُطضهِّرَني!". فتَحَنَّنَ يسوع ومَدَّ يَدَهُ ولَمَسَهُ وقالَ لَهُ: "قَدْ شئتُ، فاطْهُر!". وفي الحالِ زالَ عَنهُ البَرَص، فَطَهُرَ. فانتَهَرَهُ يسوع وصَرَفَهُ حالاً، وقالَ لَهُ: "أُنظُر، لا تُخبِر أحَداً بِشيء، بَلْ اذهَبْ وأرِ نَفْسَكَ لِلكاهِن، وقَدِّمْ عَنْ طُهرِكَ ما أمَرَ بِهِ موسى، شَهادَةً لَهُم". أمّا هو فَخَرَجَ وبدأ يُنادي بأعلى صَوتِهِ ويُذيعُ الخَبَرْ، حتّى إنَّ يسوع لَمْ يَعُدْ قادِراً أن يَدخُلَ إلى مَدينَةٍ علانيَة، بَلْ كانَ يُقيمُ في الخارِج، في أماكِن مُقفِرة، وكانَ النّاسُ يأتونَ إلَيهِ مِن كُلِّ مَكان.
|
تأمل في الانجيل: "وقام قبل طُلوع الفَجر فخَرجَ وذهب إلى مكان مُقفَر وأخذَ يُصلّي هُناك" يحتل المكان المُقفَر أهميّة كبرى في إنجيل مرقس وفي الأناجيل الإزائيّة، أهميّة نجد جذورها في العهد القديم، لا سيّما في سفر الخروج. إنَّ القَفر أو الصحراء، هو مكان الوحدة، مكان الخطر، تحت رحمة عناصر الطبيعة، الحَرّ والبرد والرمال، في خطر من الوحوش المُفترسة. هو مكان الوِحدة، حيث لا رفيق ولا صديق ولا مُعين عند الحاجة. هو المكان حيث لا ماء تروي الظمأ وحيث الأرض تُبخل بخيراتها على الإنسان الجائع. المكان القفر هو حيث قايين أخرج أخاه إليه فقتله، القفر هو المكان الذي آوى إليه إيليّا هربًا من ظلم الملك وزوجته، القفر هو المكان الذي قاد الربّ شعبه إليه ليحرّره، مكان عانى فيه الشعب الجوع والعطش والخطر، يئس من انتظار الخلاص والخلاص يتأخَّر دومًا، انتظروا صعود موسى إلى الجبل وصنعوا لهم إلهًا آخر، تركوا الربّ بحثًا عن خلاص سهل، فأغرقتهم الخطيئة في عبوديتهم بدل أن ينالوا الخلاص المَرجوّ. الشعب يُخطىء والربّ ينتظر، الشعب يتوب والربّ يغفر، المكان القفر هو مكان الخيانة والتوبة، مكان الحب الجريح والحب الشافي، حُبّ الإنسان المتردِّد وحُب الله الثابت. في البريّة جاع الشعب فأعطاه الله مأكلاً، عطش الشعب فأعطاه الله الماء العذب في صخرة قاسية. هذه هي البريّة، مكان قاسي مُقفر خطر، فيه يكتشف الإنسان مدى حاجته الدائمة لحضور الله في حياته. حيث ينتفي كل رجاء مادّي وإنساني. يتجلّى الله العضد الأوحد والأقدر. البريّة هي مكان العرس الروحي بين الله والشعب، يقود الله الشعب إلى الصّحراء ليعلن له مدى حبّه له ويدخله في العهد مجدّداً، هو مكان الأمانة رغم التضحية. لذلك يعود الربّ إلى البريّة، يدخل في صحراء الوجود الإنساني ليُعلن من جديد أنّه أتى يجدّد الشعب القديم، جاء يعلن للإنسان من جديد أنّ الله لا يزال معه حاضراً في حياته يقوده ويعتني به، وهو وحده قادر على إعطائه الخلاص. |
Contact
mail@gemini-theme.com
+ 001 0231 123 32
Info
All demo content is for sample purposes only, intended to represent a live site. Please use the RocketLauncher to install an equivalent of the demo, all images will be replaced with sample images.
Follow